أعلنت شركة نيفا الإغلاق النهائي لمحرك البحث الخاص بها، وذلك لتركيز الجهود على تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي. وفقًا لبيان رسمي نُشر على موقع الشركة الإلكتروني، فإن محرك البحث الذي أُطلق في الولايات المتحدة عام 2021، ثم انتشر في دول أوروبا في نهاية عام 2022، كان يقدم تجربة بحث مختلفة عن المحركات الأخرى؛ حيث كان يوفر خدمة بحث خالية من الإعلانات والتتبع، بالإضافة إلى إمكانية تخصيص نتائج البحث وإضافة الذكاء الاصطناعي للإجابة عن الأسئلة المطروحة. ولكن الشركة قررت الآن التركيز على تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى أن هناك خططًا لتقديم منتجات جديدة في هذا المجال.
كان نموذج عمل محرك البحث "نيفا" مبنيًا على تقديم نسخة مجانية للمستخدمين، بالإضافة إلى نسخة مدفوعة يتم الاشتراك فيها بشكل دوري. ومع ذلك، يبدو أن الشركة لم تنجح في جذب عدد كافٍ من المشتركين للحفاظ على استمرارية المحرك. وبالتالي، سيتم إغلاق محرك البحث في الثاني من يونيو/حزيران المقبل، وستقوم الشركة بإعادة بعض المدفوعات للمشتركين الذين لم ينتهِ اشتراكهم قبل تاريخ الإغلاق.
يذكر أن محرك البحث "نيفا" تأسس على يد سريدهار راماسوامي، النائب السابق لرئيس قسم الإعلانات في جوجل، وفيفك راغوناثان، النائب السابق لرئيس قسم الأرباح في يوتيوب، حيث جمعهما العمل في جوجل ووضعا الفكرة لمحرك بحث خالٍ من الإعلانات. وبالرغم من أن المحرك قدم تجربة بحث مميزة، إلا أنه لم ينجح في جذب عدد كافٍ من المشتركين لتحقيق الاستدامة المطلوبة.
أعلن "سريدهار"، مؤسس محرك البحث "نيفا"، في مقابلة سابقة مع شبكة BBC الإخبارية، أن قطاع التكنولوجيا يستغل بيانات المستخدمين بشكل كبير، وأنه لم يعد يرغب في أن يكون جزءًا منه. وبعد إغلاق محرك البحث، تركز الشركة حاليًا على "الفرص التجارية" وتوظيف خبراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا في تطوير نماذج اللغة الكبيرة LLMs التي تعتمد عليها الروبوتات الذكية الأشهر في العالم، مثل ChatGPT.
توظف الشركة حاليًا حوالي 50 موظفًا، وجمعت أكثر من 77 مليون دولار أمريكي من المستثمرين عند الإطلاق. ويبدو أن الشركة تسعى إلى توظيف هذه الخبرات في مجالات جديدة، بعد أن خيبت آمالها في النجاح في محرك البحث. ويعكس هذا التحول انتقالًا من التركيز على الخدمات المجانية التي تعتمد على الإعلانات إلى الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويرها لتلبية الاحتياجات السوقية والتجارية.
إرسال تعليق