وافق مشرعو الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء على تعديلات على مسودة قواعد الذكاء الاصطناعي، تضمنت حظر استخدام التقنيات البيومترية في المراقبة، وإجبار أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل (ChatGPT)، على الكشف عن المحتوى الذي يولده التقنية. ومن المتوقع أن يثير هذا القانون الجديد صراعًا مع بعض دول الاتحاد الأوروبي التي تعارض فرض حظر كامل على استخدام التقنيات البيومترية في المراقبة. يهدف هذا التعديل إلى حماية المواطنين من مخاطر تقنية الذكاء الاصطناعي.
أثار الاعتماد السريع على شات جي بي تي من شركة أوبن أي آي التي تدعمها مايكروسوفت، والتي تتبعها شركات أخرى للروبوتات الدردشة، مخاوف كبار علماء التقنية والمديرين التنفيذيين من المخاطر المحتملة التي يتعرض لها المجتمع. وقد صرح براندو بينيفي، المقرر المشارك لمشروع القانون، بأن أوروبا بدأت باتخاذ تدابير لحماية المجتمع من المخاطر التي يفرضها التطور السريع لتقنية الذكاء الاصطناعي، وذلك ردًا على تحذيرات شركات التقنية الكبرى.
ومن بين التغييرات التي أقرها المشرعون في الاتحاد الأوروبي، يطالبون أي شركة تستخدم أدوات للإنشاء بالكشف عن المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر المستخدمة لتدريب أنظمتها، كما يطالبون الشركات التي تعمل على "تطبيق عالي الخطورة" بتقييم تأثيرها على الحقوق الأساسية والبيئة.
يجب على أنظمة مثل شات جي بي تي أن تكشف بوضوح عن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى وتساعد في تمييز الصور المزيفة عن الحقيقية وضمان الحماية ضد المحتوى غير القانوني. رحبت شركات مايكروسوفت وآي بي إم بالتدابير الأخيرة التي اتخذها المشرعون في الاتحاد الأوروبي، ولكنهم يتطلعون إلى مزيد من التنقيح لتشريعات المستقبل.
وأشار متحدث باسم مايكروسوفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى حواجز تشريعية عالمية وإجراءات تطوعية من الشركات التي تطور وتنشر هذه التقنية. ويتعين على المشرعين الآن طرح التفاصيل مع دول الاتحاد الأوروبي قبل أن تصبح مسودة القواعد تشريعات.
وفي مشروع قانون الاتحاد الأوروبي الحالي، تم إضافة أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يمكن استخدامها للتأثير في الناخبين ونتائج الانتخابات والأنظمة التي تستخدمها منصات التواصل الاجتماعي مع أكثر من 45 مليون مستخدم إلى قائمة المخاطر العالية. وسوف تندرج شركات ميتا وتويتر في هذا التصنيف.
وأكد رئيس الصناعة في الاتحاد الأوروبي أن الذكاء الاصطناعي يثير الكثير من الأسئلة والتحديات الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية، ويتعين علينا التصرف السريع وتحمل المسؤولية.
ومن المقرر أن يسافر رئيس الصناعة الأسبوع المقبل إلى الولايات المتحدة للقاء المدير التنفيذي لشركة ميتا والمدير التنفيذي لشركة أوبن أي آي لمناقشة مسودة قانون الذكاء الاصطناعي. وتهدف المفوضية إلى وضع معيار عالمي لهذه التقنية مع التحدي الرئيسي للاتحاد الأوروبي في اللحاق بقادة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والصين.
إرسال تعليق