تجري مسابقة تنظّمها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) حيث يتنافس مجموعة من القراصنة لاختراق أحد الأقمار الصناعية التابعة للحكومة الأمريكية. تهدف هذه المسابقة إلى استخدام المتسللين لاختبار أمن الأنظمة الفضائية وتحديد الثغرات التي يمكن استغلالها من قبل الصين أو أعداء آخرين.
تم تنظيم مسابقة "Hack-a-Sat" من قِبَل المسؤولين في سلاح الجو والقوة الفضائية، وتتمثل فكرتها في اختراق قمر صناعي يدور حاليًا حول العالم. يأمل المنظمون أن تساهم هذه المسابقة في بناء نظم فضائية أكثر أمانًا واكتشاف الثغرات الأمنية التي يمكن استغلالها من قبل الصين أو أعداء آخرين.
تتنافس خمسة فرق من المتسللين في مؤتمر الأمن السيبراني DEF CON في لاس فيجاس للسيطرة عن بُعد على قمر صناعي يُعرف بـ "Moonlighter" والذي يعمل حاليًا في مدار أرضي منخفض بسرعة 8 كيلومترًا في الثانية، ويتبع القمر الصناعي للقوة الفضائية الأمريكية.
يحاول المتسللون في هذه المسابقة اختراق القمر الصناعي وإزالة الفرق المتنافسة وعرقلة نظامهم باستخدام التشفير وجدار الحماية، وذلك للفوز بالجائزة الكبرى التي تبلغ قيمتها 50 ألف دولار أمريكي.
تعكس هذه المسابقة الخطر المتزايد الذي يشكله أعداء الولايات المتحدة الذين يسعون لتطوير قدرات إلكترونية للاختراق وعرقلة الدفاعات الأمريكية. فالجيش الأمريكي يعتمد على بيانات من الأقمار الصناعية لتوجيه غالبية ذخائره وتنشيط قواته وتبادل المعلومات الاستخبارية.
تعمل الصين على تعزيز قدراتها في استغلال واختراق الأقمار الصناعية التابعة للدول العدوة. في عام 2018، استهدف قراصنة صينيون مشغل اتصالات عبر أقمار صناعية تابعة لشركة غير معروفة، مما يشير إلى أنها مهمة للتجسس واستكشاف كيفية التحكم في الأقمار الصناعية.
تعمل روسيا أيضًا على تعزيز قدراتها في اختراق الأقمار الصناعية، حيث تسلل قراصنة روس في عام 2022 إلى شبكة الأقمار الصناعية لشركة الاتصالات الأمريكية Viasat في أوكرانيا.
استغرق القراصنة الروس حوالي 45 دقيقة لنشر برامج ضارة أدت إلى تعطيل اتصال الإنترنت لنحو 45 ألف جهاز مودم، وحتى الآن لا يزال من غير الواضح كيف تمكن المتسللون من الوصول إلى شبكة VPN.
بالنسبة لمنظمي مسابقة Hack-a-Sat، يرون أن أفضل طريقة لمعالجة التحديات الأمنية هي جذب بعض أذكى المواهب في مجال السيبرانيات. تعتبر هذه المسابقة محاولة جديدة من وزارة الدفاع لجذب خبراء تقنية مختصين من الخارج لتطوير النظم العسكرية. وقد قدمت البنتاغون فرصًا مماثلة للتعاون مع خبراء في مجالات التكنولوجيا المتقدمة الأخرى.
إرسال تعليق