آخر الأخبار

تحقيق التوازن بين الفوائد والمخاطر: استراتيجيات الشركات لتطبيق الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة


 أصدرت شركة "لايك ديجيتال" Like Digital وشركاؤها دراسة حديثة عن الذكاء الاصطناعي، الذي كان في السابق مجرد خيال علمي في الأفلام والروايات الخيالية، ولكنه أصبح جزءًا لا يمكن تجاهله من حياتنا اليومية خلال السنوات الأخيرة. ناقشت الدراسة العديد من الموضوعات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، من بينها إمكانية استخدام ChatGPT في كتابة الإعلانات الخاصة، والخوف الذي أثير من المسؤول التنفيذي السابق في جوجل، الذي يعتبر الذكاء الاصطناعي تهديدًا أكبر للعالم من تغير المناخ.

وعلى الرغم من أن مفهوم الذكاء الاصطناعي ليس جديدًا، إلا أنه شهدَ مؤخرًا اهتمامًا واسعًا فيما يتعلق بالتطبيقات العملية وسهولة الوصول إليه، حيث أصبح متاحًا لأي شخص يملك إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مما يتيح لنا الوصول إلى عدد لا يحصى من الفرص والموارد التي تمتد بين أيدينا.

وتناولت الدراسة أيضًا مقالًا منشورًا مؤخرًا في مجلة هارفارد الأعمال، الذي لم يظهر أي علامات على تباطؤ النمو في صناعة الذكاء الاصطناعي، بل توقع أن يتجاوز إنفاق الشركات العالمية على خدمات الذكاء الاصطناعي 50 مليار دولار أمريكي في هذا العام ويصل إلى 110 مليارات دولار أمريكي في عام 2024.

وتوصلت الدراسة إلى العديد من النصائح المستنبطة من الأبحاث والتقارير التي ناقشت تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد والابتكار. وفيما يلي أهم الفوائد والنصائح التي توصلت إليها هذه الدراسة:

تُعَدّ فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح لا تُنكر للشركات، إذ يمكن أن يسهم في زيادة الكفاءة وتبسيط العمليات وتحسين الخدمات اللوجستية وسير العمل والموارد، وزيادة الإنتاجية. كما يمكن أن يُحسِّن عملية اتخاذ القرارات وتحليل البيانات، ويُجنِّب الأخطاء عن طريق إزالة العنصر البشري.

وفقًا لاستطلاع أجرته شركة PwC في عام 2022، يعتبر 86% من رؤساء التنفيذيين الذكاء الاصطناعي جانبًا أساسيًا من عملياتهم، إذ يستفيدون من قاعدة بيانات السحابة وتحليلاتها لتحقيق عائد أكبر.

وأظهر الاستطلاع أن الشركات التي تتبع نهجًا شاملًا لتكامل الذكاء الاصطناعي تحقق النجاح الأعلى، حيث يقوم قادة الذكاء الاصطناعي بتنفيذ الكفاءات الأساسية في ثلاث مجالات في وقت واحد، وهي تحويل الأعمال، وتعزيز عملية صنع القرار، وتحديث الأنظمة والعمليات.

وأشارت دراسة نُشِرَت في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعي ليست مجرد أداة لزيادة سرعة العمل، بل هي مجموعة من أنظمة التعاون التي تستطيع تحليل الأنماط التي لا يمكن رؤيتها بالعين البشرية، كما أنها توفر رؤى وتحليلات وتنبؤات واقتراحات مستندة إلى البيانات. ويمكن للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الأعمال من منظور شامل أن تساعد على استغلال إمكاناتها الكاملة.

تتحدث هذه الدراسة عن أهمية مراقبة استخدام التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من الناحية الأخلاقية وضرورة تحمل المسؤولية الفردية في ذلك. وينبغي على الشركات النظر في توجيهها نحو استخدام التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح وفي الوقت المناسب. 

ويواجه استخدام التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تحديات أخلاقية، مثل مسألة التحيز غير المقصود وانتهاكات الخصوصية. وعليه، يجب على المطورين تحسين التنوع في مجموعات البيانات وتصميم برامج ذكاء اصطناعي شاملة للخصوصية والأمان. في النهاية، ينبغي على الشركات تحمل المسؤولية الفردية في استخدام التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطريقة تتوافق مع المعايير الأخلاقية.

يشتمل النقاش العام حول الذكاء الاصطناعي على مدى قدرته على استبدال البشر في العمل، وعلى الرغم من تفوقه في بعض المجالات، مثل العسكرية والطبية، إلا أنه يفتقد العنصر البشري الضروري في بعض الجوانب المعقدة والفريدة من العمل. 

تتركز الجهود العالمية الحالية على تحصين العالم في المستقبل من المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي، ويحاول المطورون العالميون تصنيف المخاطر وتحديد الأساليب الأخلاقية للاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات والصناعات. 

يجب على الشركات تحمل المسؤولية الفردية في استخدام التكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بطريقة تتوافق مع المعايير الأخلاقية وضمان الشفافية والمساءلة في التصميم وتنفيذ التطبيقات الذكية. يبقى هناك حاجة ماسة لمراقبة استخدام الذكاء الاصطناعي وتنظيمه بطريقة أخلاقية ومسؤولة لضمان الاستفادة القصوى وتجنب أي تأثيرات سلبية على المجتمع والبيئة.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.