تختم شركة توشيبا، ذلك العملاق الياباني في عالم الإلكترونيات، الفصل الأخير في تاريخها الطويل بوصفها شركة عامة. تتراجع توشيبا عن ساحة بورصة طوكيو بعد 74 عامًا من التألق والاضطرابات، لتنطلق في مسار جديد كشركة خاصة.
تجاوزت المشكلات والفضائح التي ألقت بظلالها على إرثها الياباني العريق، وأعادت توشيبا تشكيل نفسها بفضل جهود مجموعة من المستثمرين، بقيادة Japan Industrial Partners، إلى جانب Orix و Chubu Electric Power وشركة Rohm لصناعة الرقاقات.
على الرغم من أن Japan Industrial Partners قد لا تكون لاعبًا عالميًا، فإنها تحمل سجلاً حافلاً من الاستحواذ على قطاعات الأعمال الرئيسية. وها هي اليوم تضع توشيبا، التي تعتبر شركة كبيرة ومعقدة، في أيدي محلية.
رغم عدم وضوح الطريق الذي ستسلكه توشيبا تحت ملكيتها الجديدة، يتوقع أن يركز الرئيس التنفيذي الحالي، تارو شيمادا، على تطوير الخدمات الرقمية ذات الربح المرتفع. تلك الخطوة قد عرقلت خططه السابقة للتعاون مع صندوق مدعوم من الدولة.
يتوقع بعض المراقبين في الصناعة أن يكون تقسيم توشيبا هو الخيار الأمثل، حيث تعاني الشركة من صعوبات ناشئة عن قرارات إستراتيجية سيئة.
مع مراقبة الحكومة اليابانية للوضع عن كثب، تظل توشيبا ذات أهمية بالغة للأمان القومي الياباني، حيث توظف أكثر من 106 ألف شخص في قطاعات حيوية تتضمن البطاريات والرقاقات والطاقة النووية والدفاع.
تأتي هذه التطورات بعد معارك مستميتة مع المستثمرين الناشطين، والآن تسعى توشيبا إلى إعادة هيكلة ذاتها تحت إشراف فريق إداري جديد، بهدف إعادة إدراج أسهمها في الأسواق خلال خمس سنوات تقريبًا.
وفي سعيها للتجديد، توشيبا تعاونت مع المستثمر Rohm للاستثمار في تقنيات إنتاج رقاقات الطاقة، في خطوة تهدف إلى تحسين موقفها في السوق والتخلص من الأعمال ذات الربح المنخفض.
تحمل توشيبا الآن رؤية لإعادة بناء نفسها، وبينما تستعد للاحتفال بمرور 150 سنة على تأسيسها في عام 2025، تسعى إلى استعادة بريقها والخروج من غياهب الاضطرابات الإدارية التي عصفت بها في السنوات الأخيرة.
إرسال تعليق