تخيل أنك تنظر إلى شخص وتستطيع مباشرة معرفة اسمه وعمره ومهنته وأين كان مؤخراً، كل ذلك من خلال نظرة سريعة. هذه التقنية الجديدة تُعرف بعدسات الواقع المعزز اللاصقة "إيه آر سي إل"، التي تُوضع مباشرة على العين وتعرض معلومات مرئية على قرنية العين، متصلة بالإنترنت وتستخدم تقنية الواقع المعزز.
عندما يمر الأشخاص أمامك، تتعرف العدسات عليهم من خلال نظام التعرف على الوجه وتعرض لك معلوماتهم من حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. ما أخر ظهور هذه التقنية هو تحديات البطاريات، حيث أن البطاريات القابلة لإعادة الشحن المستخدمة حالياً غير صالحة للاستخدام في العين لأنها تحتوي على معادن قد تشكل خطراً على المستخدم.
علماء من جامعة نانيانغ في سنغافورة طوروا بطارية مرنة تشبه قرنية العين البشرية، تخزن الكهرباء عند غمرها في محلول ملحي وهي آمنة للاستخدام في العين. هذه البطارية مصنوعة من مواد متوافقة حيوياً، وتعمل بطلاء من الغلوكوز يتفاعل مع أيونات الصوديوم والكلوريد في المحلول الملحي.
شركة موجو فيجن قدمت نموذجاً آخر من البطاريات يُشحن خارجياً، حيث يتم شحنها عند إزالتها من العين. تهدف الشركة إلى أن تكون هذه العدسات كافية للاستخدام طوال اليوم وتُشحن خلال الليل. العدسات مجهزة بجهاز عرض "الفيمتو بروجكتور" الذي يعرض الصور على شبكية العين، مع كاميرا تلتقط صور العالم الخارجي وشريحة كمبيوتر تعالج الصور وتتحكم في العرض وتتواصل مع الأجهزة الخارجية مثل الهاتف.
شركة إكسبانسيو تقدم مميزات مثل الرؤية الليلية والتكبير/التصغير، وعرض محتوى الفيديو والرسومات في الواقع المعزز. العدسة تراقب صحة مرتديها بقياس مستويات الغلوكوز والتوتر وجفاف العين، بالإضافة إلى درجة حرارة العين وضغطها.
فالنتين فولكوف، مؤسس إكسبانسيو، يقول إن هذه العدسة تفتح آفاقاً واعدة لأكثر من 800 مليون شخص يعانون من أمراض مثل السكري والزرق وأمراض القلب. الشركة تتوقع دمج جميع النماذج الأولية في جهاز واحد بحلول عام 2026، والعدسة المثالية سيكون سعرها نحو 50 دولاراً.
هذه العدسات الجديدة تقدم حلولاً للمشاكل التي واجهتها النظارات الثقيلة التي قدمتها شركات مثل آبل ومايكروسوفت، وتساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية وكذلك الرياضيين. الأهم من ذلك أنها خفيفة ولا تسبب ضباباً، وتوفر رؤية واضحة للعالم الخارجي.
إرسال تعليق