أظهرت دراسة جديدة ارتفاعًا ملحوظًا في مستويات تلوث الهواء حول مستودعات شركات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة، مشيرة إلى تأثيرات سلبية كبيرة على الأحياء التي تعيش فيها الأقليات.
وفقًا للدراسة، التي أعدها غايج كير من جامعة جورج واشنطن، فإن المناطق التي تبعد أقل من 8 كيلومترات عن المستودعات شهدت زيادة بنسبة 20% في تلوث ثاني أكسيد النيتروجين مقارنةً بالمناطق الأبعد. يُعتبر هذا الغاز من المكونات الرئيسية للضباب الدخاني، ويمكن أن يتسبب في تفاقم الأمراض التنفسية مثل الربو.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز، كشفت عن زيادة بنسبة 117% في عدد المستودعات الجديدة بين عامي 2010 و2021. تتميز هذه المنشآت الحديثة بحجمها الكبير، وزيادة في عدد أرصفة التحميل ومواقف السيارات، مما يساهم في زيادة حركة الشاحنات والتلوث الناتج عنها.
وأكدت الدراسة أن المجتمعات ذات الأصول الآسيوية واللاتينية تكون أكثر عرضة لتلوث الهواء الناتج عن حركة المستودعات، حيث كانت نسبة السكان الآسيويين واللاتينيين أعلى بنحو 290% و240% على التوالي في المناطق ذات الكثافة العالية من المستودعات مقارنة بالمتوسط الوطني.
استند الباحثون في دراستهم إلى بيانات الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية لرصد مستويات ثاني أكسيد النيتروجين بدقة عالية. ومن المتوقع أن توفر البيانات الأكثر دقة من قمر صناعي جديد أطلقته وكالة ناسا العام الماضي، الذي سيقدم قراءات كل ساعة لمستويات التلوث في أمريكا الشمالية.
في ظل هذه النتائج، يزداد الضغط على شركات التجارة الإلكترونية للتحول إلى استخدام المركبات الكهربائية وتقليل تأثيراتها البيئية. كذلك، يطالب نشطاء البيئة بتطبيق تنظيمات أكثر صرامة لانبعاثات المستودعات، على غرار اللوائح المطبقة على المنشآت الصناعية الأخرى.
إرسال تعليق