آخر الأخبار

السرية الصينية تعرقل تقدم الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة الفائقة


 على مدى سنوات، كان التعاون بين العلماء من الصين والولايات المتحدة في مجال أجهزة الكمبيوتر الخارقة بمثابة حجر الأساس في تطوير الذكاء الاصطناعي، اللقاحات، والتنبؤ بالأعاصير. لكن هذا التعاون شهد تحولًا كبيرًا، إذ باتت الصين أكثر سرية في مجال هذه التكنولوجيا المتقدمة، مع قيام الولايات المتحدة بمحاولة عرقلة تقدم الصين التكنولوجي.

حسب تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، الصين توقفت عن المشاركة في منتدى دولي بارز للحوسبة الفائقة يُدعى Top500، وهو المنتدى الذي يصنف أسرع 500 جهاز كمبيوتر خارق في العالم. هذه الخطوة تعني نهاية حقبة من التعاون الدولي، وخلق انقساماً يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تطوير الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى.

الانسحاب الصيني من المنتدى يثير تساؤلات حول من يمتلك الأجهزة الأسرع بين الولايات المتحدة والصين، وهو سؤال يعتبره الخبراء ضروريًا للأمن القومي. الصينيون الآن يتجنبون تقديم نتائجهم، مما يجعل من الصعب على الأمريكيين تقييم تقدم الصين في هذا المجال.

من جانبها، سعت الولايات المتحدة إلى كبح جماح تقدم الصين في مجال الحوسبة الفائقة من خلال فرض قيود على تصدير الرقائق المتطورة، خاصة تلك التي تنتجها شركات مثل إنتل وNVIDIA. هذه القيود كانت سارية منذ عام 2015، وتضمنت المزيد من التشديدات في السنوات الأخيرة، مما أثر على قدرة الصين على الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة اللازمة لتطوير أجهزتها.

أجهزة الكمبيوتر الخارقة الصينية، التي تطورها بشكل رئيسي الوكالات الحكومية الصينية، تعمل باستخدام معالجات محلية بدلاً من تلك التي تصنعها الشركات الأمريكية. وهذا يشير إلى أن الصين قد تكون مجبرة على استخدام رقائق أقدم وأقل كفاءة، مما قد يؤثر على قدرتها التنافسية في هذا المجال.

في نفس الوقت، تصدرت الأجهزة الأمريكية التصنيف العالمي لسنوات عديدة، لكن في نوفمبر 2017، تم تسجيل 202 جهاز كمبيوتر صيني في القائمة مقارنة بـ143 جهازاً أمريكياً. هذا التحول ألقى الضوء على "هيمنة الصين" في هذا المجال، وهو ما أثار قلق المسؤولين الأمريكيين.

الوثائق العلمية تشير إلى أن بعض الأجهزة الصينية قد تكون أكثر قوة من أجهزة الكمبيوتر الخارقة الأمريكية مثل "فرونتير"، التي تعتبرها الولايات المتحدة الأسرع في العالم. ومع ذلك، فإن تقارير غير رسمية وبيانات غير مؤكدة من الصين تدعم احتمال أن تكون أجهزة الحوسبة الفائقة الصينية تتفوق فعلاً في الأداء.

في الختام، يبقى التعاون الدولي في مجال الحوسبة الفائقة موضوعًا حيويًا في ظل هذه التطورات. وبينما تواصل الصين سعيها لتحسين تكنولوجياتها، فإن الانقسامات الحالية قد تؤدي إلى تأخير في التقدم التكنولوجي العالمي وتوسيع الفجوة بين القوى العظمى في مجال الحوسبة.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.