في صباح أحد أيام يوليو، تلقى إداري في شركة فيراري الإيطالية رسائل غير متوقعة عبر واتساب، بدت وكأنها من الرئيس التنفيذي بينيديتو فينيا. الرسائل بدأت بعبارات ودية، مشيرة إلى استحواذ كبير تخطط له الشركة، وطلبت مساعدته في ذلك.
لكن الأمور بدت غريبة، إذ لم تأتِ الرسائل من رقم هاتف فينيا المعتاد، وكانت صورة الملف الشخصي مختلفة. استمر المرسل في طلب توقيع اتفاقية سرية، مؤكداً أن الهيئة المالية والبورصة في ميلانو على علم بالصفقة، داعياً للحفاظ على السرية التامة.
الموقف زاد غموضاً حين اتصل المرسل بالإداري، بصوت مطابق لصوت فينيا بلهجة جنوب إيطالية، مبرراً استخدام رقم هاتف مختلف بسبب صفقة سرية تتعلق بالصين. لكن الإداري شعر بالشك وطلب التحقق من هوية المتصل عبر سؤال عن كتاب كان قد أوصى بقراءته. عند هذه النقطة، انتهت المكالمة.
الكتاب "Decalogue of Complexity: Acting, Learning and Adapting in the Incessant Becoming of the World" للكاتب ألبرتو فيليس دي توني، كان المفتاح الذي أنقذ فيراري من الوقوع في فخ محاولة احتيال عالية الدقة باستخدام تقنيات التزييف العميق لصوت فينيا.
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها محاولة انتحال صفة مدير تنفيذي بارز. في مايو الماضي، تم الإبلاغ عن محاولة فاشلة لتزييف صوت مارك ريد، الرئيس التنفيذي لشركة WPP العملاقة في مجال الإعلان والتسويق. شركات أخرى وقعت ضحية للمحتالين، مثل شركة متعددة الجنسيات التي خسرت 26 مليون دولار في هونج كونج بسبب تقنية التزييف العميق، حيث زوّر المحتالون شخصيات مديرين ماليين وأقنعوا الضحايا بتحويل الأموال.
موجة الاحتيال هذه تبرز الحاجة المتزايدة للتحقق من الهوية واليقظة في التعامل مع الاتصالات غير المعتادة، خصوصاً مع تطور تقنيات التزييف العميق التي تجعل من الصعب التمييز بين الحقيقة والزيف.
إرسال تعليق