أظهر تقرير أمني حديث زيادة ملحوظة في عدد المؤسسات التي تعرضت لهجمات إلكترونية خلال 2023 مقارنة بالعام السابق، حيث تكبدت أكثر من نصف هذه المؤسسات خسائر مالية تفوق المليون دولار.
وفقًا لتقرير شركة فورتينت المتخصصة في حلول الأمن السيبراني، بعنوان "الفجوة العالمية في مهارات الأمن السيبراني لعام 2024"، فإن 87% من المؤسسات التي شملها الاستبيان تعرضت لاختراق أمني واحد على الأقل خلال العام 2023، مقارنة بـ 84% في 2022. هذا الارتفاع يعزى إلى نقص الخبرات الأمنية السيبرانية لدى الموظفين، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا في ظل ازدياد اعتماد المؤسسات على التقنيات الرقمية وتزايد تعقيد التهديدات الإلكترونية.
سامي الشويرخ، المدير الإقليمي لشركة فورتينت في السعودية، أوضح أن هذا التزايد في الهجمات يعود إلى عوامل عدة، تشمل تطور الهجمات الإلكترونية وزيادة خبرة المجرمين الإلكترونيين، إلى جانب توسع نطاق الهجمات مع التحول الرقمي للمؤسسات وزيادة الأجهزة المتصلة بالإنترنت نتيجة العمل عن بُعد.
التقرير كشف أن البرمجيات الخبيثة والتصيد الاحتيالي والهجمات على مواقع الويب هي أكثر أنواع الهجمات شيوعًا، حيث تمثل 80% من إجمالي الهجمات. ويستهدف العديد من هذه الهجمات المستخدمين الأفراد، مما يؤكد أهمية نشر ثقافة الوعي بالأمن السيبراني.
الشويرخ شدد على أهمية تقليل مخاطر الأخطاء البشرية، حيث إن القوى العاملة الملمة بالأمن السيبراني تكون أقل عرضة للوقوع ضحية لعمليات التصيد الاحتيالي وهجمات الهندسة الاجتماعية. وأضاف أن تدريب الموظفين على تحديد التهديدات المحتملة يمكن أن يمكن فرق الأمن من الاستجابة بسرعة وتخفيف تأثير الهجمات.
التقرير أشار إلى أن 97% من الشركات تعتبر الوعي بأهمية الأمن السيبراني أولوية لمجالس إداراتها، و72% منها أصبحت أكثر تركيزًا على الأمن مقارنة بالعام السابق. وأقر أكثر من 70% من المؤسسات بصعوبة إيجاد أفراد مؤهلين لشغل هذه الوظائف، مما يجعل توظيف المرشحين الحاصلين على شهادات في الأمن السيبراني ذا قيمة كبيرة.
في السعودية، أظهرت الجهود المبذولة لتعزيز الأمن السيبراني ضمن أهداف رؤية 2030 أهمية كبيرة لضمان سلامة التحول الرقمي وتعزيز ازدهارها الاقتصادي. المملكة حققت المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية لعام 2024.
الشويرخ حذر من خطورة فجوة مهارات الأمن السيبراني على مسيرة الرقمنة في السعودية، مشيرًا إلى أن نقص الكفاءات المؤهلة في هذا المجال يشكل خطرًا كبيرًا على المؤسسات السعودية. وأكد أن مواجهة هذا التحدي يعد بالغ الأهمية لتعزيز مرونة المملكة في المجال السيبراني وتحقيق أهداف رؤية 2030 لتصبح مركزًا إقليميًا للتكنولوجيا والابتكار.
تقرير فورتينت أوصى باتباع نهج ثلاثي الأبعاد يتضمن الاستثمار في التدريب والشهادات لرفع مهارات فرق تكنولوجيا المعلومات والأمن في المؤسسات، وتعزيز وعي الموظفين بأهمية الأمن السيبراني، بالإضافة إلى الاستثمار في التقنيات والأدوات الأمنية المتطورة لحماية البيانات والشبكات من الهجمات الإلكترونية.
التقرير أشار إلى أن الخروق الأمنية ليست خطيرة تقنيًا فقط، بل تتسبب في خسائر مالية كبيرة وتؤثر سلبًا على سمعة الشركات. أكثر من 50% من المؤسسات التي تعرضت لهجمات إلكترونية خلال العام الماضي تكبدت خسائر مالية تفوق المليون دولار، مقارنة بـ 48% في 2022 و38% في 2021.
مجالس الإدارة اتخذت خطوات عاجلة لتحسين الأمن السيبراني، شملت التدريب الإلزامي لموظفي تكنولوجيا المعلومات والأمن، وحصولهم على شهادات متخصصة، ودورات للتوعية الأمنية لجميع الموظفين، وشراء حلول أمنية متطورة.
الجمع بين التقنية الأمنية المتطورة وبرامج تنمية القوى العاملة المستمرة يسهم بشكل كبير في تعزيز دفاعات المملكة الرقمية وفتح آفاق جديدة للنمو والابتكار، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 للتحول إلى اقتصاد رقمي قائم على المعرفة والابتكار.
إرسال تعليق