شهد مستخدمو يوتيوب في روسيا يوم الخميس صعوبات كبيرة في الوصول إلى المنصة، حيث أبلغ الآلاف عن أعطال واسعة النطاق أثناء محاولتهم استخدام الموقع، سواء عبر الويب أو التطبيقات على الهواتف الذكية. التقارير أشارت إلى أن هذه المشاكل لم تُحل إلا باستخدام خدمات VPN، مما أثار موجة من الغضب والتساؤلات حول الأسباب وراء هذه الأعطال.
خدمات مراقبة الإنترنت الروسية مثل "Sboi.rf" ووسائل الإعلام الدولية، رصدت آلاف الشكاوى، بينما لم يصدر أي تعليق من جوجل، المالكة ليوتيوب، أو من هيئة الرقابة الروسية على الاتصالات "روسكومنادزور"، ما زاد من حالة الغموض والتوتر.
في الأسابيع الأخيرة، كانت سرعات تحميل يوتيوب في روسيا تتباطأ بشكل ملحوظ، وألقى المشرعون الروس اللوم على جوجل، متهمينها بعدم الاستثمار الكافي في البنية التحتية داخل روسيا. ألكسندر خينشتاين، رئيس لجنة برلمانية معنية بسياسة المعلومات، وصف هذا التباطؤ بأنه "خطوة ضرورية" للضغط على الشركة، محذراً من انخفاض السرعات بنسبة تصل إلى 70%.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، صرح أليكسي ديدينكو، نائب بمجلس الدوما الروسي، بأن روسيا تدرس حظر جوجل ونظامي التشغيل Android وiOS قريباً. وأشار ديدينكو في حديثه لموقع "Runews 24" إلى أن هذه الخطوة تأتي كرد فعل على السياسات الغربية، موضحاً أن هذه المنصات قد تم حظرها بالفعل من قبل المسؤولين الحكوميين الروس الذين لديهم وصول إلى معلومات سرية.
موسكو بدأت منذ سنوات تطوير بدائل لأنظمة التشغيل الغربية، حيث عملت شركة "روستيليكوم" الروسية على تطوير نظام تشغيل Aurora. ورغم محدودية انتشار هذا النظام، إلا أن الحكومة الروسية تخطط لتوسيع استخدامه بين المسؤولين الحكوميين، بهدف تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الغربية.
تأتي هذه التحركات وسط تصاعد التوترات بين روسيا والغرب، وخاصة بعد اتهام جهاز الأمن الفيدرالي الروسي للمخابرات الأمريكية باختراق هواتف أبل للتجسس على الدبلوماسيين الروس، وهو اتهام نفته أبل بشدة.
في مارس 2023، أصدرت الإدارة الرئاسية الروسية توجيهات لموظفيها بالتخلي عن هواتف آيفون واستبدالها بأجهزة أخرى. كما أوصت الحكومة الروسية باستخدام تطبيقات محلية بدلاً من الأجنبية، في خطوة تعكس تأثير العقوبات الدولية المفروضة على روسيا نتيجة للصراع في أوكرانيا، والتي دفعت العديد من شركات التكنولوجيا الغربية لمغادرة السوق الروسي.
إرسال تعليق