شهدت الأجهزة اللاسلكية من طراز "بيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله انفجارات يوم أمس، مما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا والإصابات. هذا الحادث يثير العديد من الأسئلة حول كيفية حدوثه تقنيًا. وفيما يلي، نستعرض أربعة سيناريوهات محتملة بناءً على تحليل أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة:
السيناريو الأول: تفخيخ الأجهزة بعبوات متفجرة صغيرة
تشير بعض المصادر إلى أن الأجهزة كانت مفخخة بعبوات صغيرة تحتوي على نحو 20 غرامًا من المواد المتفجرة، والتي تم تضمينها داخل الأجهزة قبل وصولها إلى المستخدمين. يمكن أن تكون المواد المتفجرة قد أُدمجت بطريقة تجعل شكل الجهاز الخارجي يبدو عاديًا، مع استخدام مواد متفجرة عالية الكثافة لتحقيق تأثير كبير بكمية صغيرة. يمكن أن يتم التفجير عن بُعد عبر مستقبل لاسلكي داخل الجهاز يتلقى إشارة معينة، أو من خلال مؤقت زمني برمجة الجهاز للتفجير بعد مدة محددة، أو عند تفعيل وظيفة معينة، مما يضمن عدم حدوث التفجير بشكل عرضي أثناء النقل أو التخزين.
السيناريو الثاني: استخدام برمجيات خبيثة للتسبب في انفجار البطاريات
تشير فرضية أخرى إلى أن برمجيات خبيثة تسببت في رفع حرارة البطاريات، مما أدى إلى انفجارها. بطاريات الليثيوم، التي تُستخدم في العديد من الأجهزة، عرضة للانفجار أو الاشتعال عند تعرضها لحرارة عالية أو شحن زائد. البرمجيات الخبيثة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الحمل الكهربائي وتعطيل أنظمة التحكم في الشحن، مما يوجه تيارًا زائدًا إلى البطارية. قد يتم تحديث الأجهزة ببرامج ضارة عبر الشبكة أو وسائل التخزين، ولكن يتطلب ذلك أن تكون الأجهزة متصلة بنظام يسمح بتحديث البرامج، وهي مسألة قد تكون أقل احتمالًا في أجهزة بسيطة مثل البيجر.
السيناريو الثالث: استبدال الأجهزة بشحنة تحتوي على متفجرات
تفيد تقارير بأن الشحنة الجديدة من الأجهزة قد تكون قد احتوت على متفجرات بدلاً من المكونات الأصلية. يشمل هذا التلاعب في سلسلة التوريد، حيث تم استبدال الأجهزة الأصلية بأخرى مفخخة خلال مراحل التصنيع أو الشحن. وقد تم استخدام آلية تتيح تفجير جميع الأجهزة في وقت واحد، ربما عبر إشارة خارجية أو توقيت محدد. تتطلب هذه الطريقة تنسيقًا لوجستيًا لضمان وصول الأجهزة المفخخة إلى الهدف المحدد، مع تجنب اكتشاف التلاعب خلال عمليات التفتيش أو الاستخدام اليومي.
السيناريو الرابع: متفجرات مزروعة بتقنية متقدمة
قد تكون المتفجرات قد زُرعت بتقنية تجعل اكتشافها صعبًا، باستخدام مواد متفجرة غير تقليدية أو تقنيات تفجير متقدمة مثل الترددات الراديوية المشفرة. يتطلب هذا السيناريو موارد وتقنيات متقدمة لتصنيع مثل هذه الأجهزة، ويعتمد على احتمالية اكتشاف المواد أو التقنيات غير المألوفة.
بناءً على التحليل، يبدو أن السيناريو الأكثر احتمالًا هو تفخيخ الأجهزة بعبوات متفجرة صغيرة تم تفجيرها عن بُعد أو عبر آلية محددة. هذا يتماشى مع المعلومات حول وزن العبوة وتأثير الانفجار القوي نسبياً، والذي يتوافق مع عدد الإصابات والوفيات الكبير. في المقابل، قد لا تكون فرضية البرمجيات الخبيثة وزيادة حرارة البطاريات كافية لتحقيق التأثير المدمر نفسه، خاصة إذا كانت الأجهزة غير متصلة بنظام يسمح بتحديث البرامج.
إن هذا التحليل يعتمد على المعلومات المتاحة حتى الآن ويهدف إلى تقديم فهم تقني للسيناريوهات المحتملة. نتطلع إلى نتائج التحقيق الرسمي من قبل الجهات المختصة للوصول إلى استنتاجات دقيقة حول هذا الحادث المؤلم.
إرسال تعليق