تشير تقارير صحفية حديثة إلى أن شركة OpenAI، تحت قيادة الرئيس التنفيذي سام ألتمان، تسعى لبناء مراكز بيانات بقدرات طاقة غير مسبوقة تصل إلى 5 جيجاوات لكل مركز. وتطرح هذه الخطط أسئلة كثيرة حول القدرة على توفير مثل هذه الكمية الهائلة من الطاقة، إذ يعادل استهلاك الطاقة المطلوب إنتاج خمسة مفاعلات نووية، أو طاقة تكفي لتشغيل مدينة كبيرة مثل ميامي.
التقارير التي نشرتها وكالات مثل بلومبرغ ونيويورك تايمز تفيد بأن ألتمان التقى مع كبار المسؤولين الأمريكيين وخبراء الذكاء الاصطناعي لمناقشة البنية التحتية اللازمة لهذه المراكز العملاقة. بعد هذا الاجتماع، أعلنت إدارة بايدن عن إطلاق حملة حكومية منسقة لتسريع بناء مراكز البيانات بما يتماشى مع الأهداف الاقتصادية والأمنية والبيئية.
هذه المراكز، التي تتطلب استثمارات ضخمة تُقدر بمليارات الدولارات، ستعتمد على مليوني شريحة ذكاء اصطناعي في كل منها، مما يبرر الحاجة إلى استهلاك طاقة هائل يصل إلى 5 جيجاوات. هذا الرقم، الذي يفوق متطلبات مراكز البيانات التقليدية بمئة مرة، أثار استغراب العديد من المختصين في قطاع الطاقة. حتى أن أحد المسؤولين اليابانيين أبدى استغرابه بسخرية عند سماع هذه الخطة.
المحلل في قطاع الطاقة، أليكس دي فريس، أشار إلى أن بناء سبعة مراكز بيانات بهذه القدرات سيضاعف استهلاك الكهرباء في ولاية نيويورك، ويمثل أكثر من 1% من الاستهلاك العالمي للطاقة.
رغم أن الطاقة النووية قد تبدو الحل الأنسب لتلبية هذه الاحتياجات الهائلة من الطاقة، إلا أن المختصين يعتبرون أن تنفيذ مشروع OpenAI بهذا الحجم غير واقعي. ورغم ذلك، ما زال ألتمان مستمرًا في طرح أفكار طموحة، إذ كانت تقارير سابقة قد كشفت عن مساعيه للحصول على 7 تريليونات دولار لتمويل مشروعات الذكاء الاصطناعي، وهو رقم أثار الكثير من الجدل والتشكيك في جدواه.
تأتي هذه التطورات في ظل زيادة الاستثمارات في مراكز البيانات حول العالم، حيث أعلنت شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، عن استثمار 3.3 مليارات دولار لبناء مركزين جديدين للبيانات في ولاية ساوث كارولينا. ومع تزايد الطلب على هذه المراكز، تتزايد أيضًا المخاوف من تأثيرها البيئي، خاصة مع استهلاكها الكبير للطاقة والمياه المستخدمة في تبريد المعدات.
إرسال تعليق