في ظل تزايد استهلاك الطاقة بفضل التطور السريع في الذكاء الاصطناعي والقدرات الحاسوبية، أعلنت جوجل عن خططها لاستخدام الطاقة النووية لتشغيل مراكز بياناتها. كشف ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي للشركة، عن هذه الخطوة الطموحة خلال مقابلة مع صحيفة "Nikkei Asia" اليابانية، مشيرًا إلى أن الشركة تدرس استخدام مفاعلات نووية صغيرة لتحقيق هدفها في الوصول إلى "صفر انبعاثات كربونية" بحلول عام 2030.
المفاعلات النووية الصغيرة، التي تُعرف بـ SMRs، تُعتبر جزءًا من التكنولوجيا المتقدمة، حيث تتميز بحجمها الصغير وكفاءتها العالية في توفير طاقة نووية آمنة وبتكاليف أقل من المفاعلات التقليدية. وتُعد هذه المفاعلات خيارًا جذابًا للشركات الكبرى مثل جوجل لأنها تقدم مصدرًا مستدامًا ومنخفض الكربون للطاقة، وهو ما تحتاجه مراكز البيانات التي تعتمد على كميات هائلة من الطاقة.
وأشار بيتشاي إلى أن انبعاثات الغازات الدفيئة في جوجل شهدت ارتفاعًا بنسبة 48% منذ عام 2019، مما يجعل التحول إلى الطاقة النووية خيارًا استراتيجيًا لمواجهة هذا التحدي البيئي. وعلى عكس مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية أو الرياح، التي تتأثر بتغيرات الطقس، يمكن للطاقة النووية توفير طاقة ثابتة وموثوقة على مدار الساعة.
أماندا بيترسون كوريو، المسؤولة عن قطاع الطاقة لمراكز بيانات جوجل، أكدت أن الشركة تتعاون مع شركاء في الولايات المتحدة لدمج الطاقة النووية ضمن شبكات الطاقة المحلية، وهي جزء من خطة أشمل تستهدف استخدام مصادر الطاقة المتجددة التقليدية مثل الطاقة الشمسية والحرارية الأرضية.
يُذكر أن جوجل ليست الشركة التقنية الوحيدة التي تسعى للاستفادة من الطاقة النووية. فقد أبرمت أمازون صفقة بقيمة 650 مليون دولار مع محطة "سسكويهانا" النووية في بنسلفانيا. فيما تسعى مايكروسوفت إلى إعادة تشغيل محطة "ثري مايل آيلاند" النووية بحلول 2028. حتى إنفيديا، أحد عمالقة التقنية، أبدت اهتمامًا بالاعتماد على الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة.
رغم أن جوجل لم تحدد موعدًا دقيقًا للبدء باستخدام الطاقة النووية أو المحطات التي ستعتمد عليها، إلا أنها تعتزم التركيز أولًا على الولايات المتحدة مع إمكانية التوسع إلى دول أخرى مثل اليابان في المستقبل.
إرسال تعليق