آخر الأخبار

الفن والذكاء الاصطناعي: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل حدود الإبداع الفني؟


 مع توسع استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الإبداع، تظهر تساؤلات جديدة حول مفهوم الفن وكيف يمكن أن تتغير معاييره في المستقبل. اليوم، يُستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء لوحات فنية وصور ومنحوتات، بعضها يُباع بآلاف الدولارات، وهو ما يدعو إلى إعادة التفكير في تعريف الفن نفسه.

من خلال روبوتات مثل "آيدا"، أول فنانة روبوتية في العالم، يتحدى الفن تقاليده القديمة. في أوكسفوردشاير، تُستخدم "آيدا" لتقديم أعمال فنية مدهشة، حيث يُلاحظ قدرتها على رسم صور تجريدية وابتكار منحوتات. هذا الأسلوب الجديد يطرح تساؤلات حول دور الذكاء الاصطناعي في الإبداع. هل يمكن للآلات أن تحل محل الفنانين؟ أم يمكنها أن تكون وسيلة لتعزيز إمكانيات الإبداع البشري؟

مارسيل دوشامب، الفنان الشهير الذي قدم "المرحاض" كعمل فني في أوائل القرن العشرين، أثار آنذاك جدلًا واسعًا حول ما يمكن اعتباره فنًا. اليوم، نواجه جدلًا مشابهًا، فكما كانت أفكار دوشامب ثورية في زمانه، تطرح أعمال الذكاء الاصطناعي تحديات مشابهة أمام تقاليد الفن. الفيلسوفة أليس هيليويل تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد لا يكون مختلفًا عن تلك الحركات الفنية الثورية، فهو انعكاس لاهتمامات وتحديات العصر الحالي.

الفنانون اليوم مثل آيدا يمثلون ظاهرة تعكس المخاوف الحالية حول صعود الذكاء الاصطناعي وهيمنة الروبوتات. ومع ذلك، يرى الكثيرون أن هذا التطور قد لا يكون نهاية للفن البشري، بل قد يشكل تحولًا كبيرًا نحو أساليب جديدة في الرؤية والتعبير.

ما يميز الذكاء الاصطناعي في الفن أنه لا يعتمد فقط على البيانات المخزنة، بل يستطيع ابتكار أعمال جديدة باستخدام كاميرات مدمجة، مما يسمح له بإنشاء صور ذاتية فريدة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن اعتبار هذه الأعمال إبداعًا حقيقيًا؟ أم أن الفضل يعود للبرمجيات والخوارزميات التي تم تدريبها؟

مارغريت بودن، الباحثة في العلوم المعرفية، تقدم تعريفًا للإبداع يعتمد على القدرة على إنتاج أفكار جديدة ومفاجئة. ووفقًا لهذا التعريف، يمكن اعتبار أعمال الذكاء الاصطناعي إبداعية بالفعل، ولكن يبقى النقاش مفتوحًا حول ما إذا كان يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي فنانًا بحد ذاته.

بعض الفنانين اليوم يدربون الخوارزميات على أعمالهم الخاصة، في محاولة لتوسيع حدودهم الإبداعية. كما يشير ماركوس دو سوتوي، عالم الرياضيات في جامعة أكسفورد، إلى أن البرمجيات يمكن أن تتطور وتتغير بناءً على البيانات التي تتعرض لها، مما يفتح الباب أمام إبداع جديد ينتج من الكود نفسه، وليس من الإنسان الذي كتب البرمجيات.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.