كشفت دراسات حديثة أجرتها الجامعة الوطنية للبحوث التقنية عن خطورة بطاريات الليثيوم المستخدمة في الأجهزة المحمولة، وذلك في حال تم استخدامها بشكل غير صحيح. فقد أظهرت النتائج أن هذه البطاريات قد تشكل تهديدًا كبيرًا على صحة المستخدمين، مع احتمال حدوث انفجارات خطيرة تؤدي إلى أضرار مادية وجسدية.
في إحدى التجارب التي أجراها خبراء السلامة والأمن الصناعي بالجامعة، تبيّن أن شظايا بطارية الليثيوم قد تتناثر لمسافات تصل إلى 250 مترًا نتيجة انفجارها. والأخطر من ذلك، أن أنواعًا معينة من هذه البطاريات تمثل خطورة مضاعفة، مثل بطاريات الكاثود السائلة التي تعتمد على دمج الليثيوم مع كلوريد الثيونيل (Li/SOCl2)، بالإضافة إلى أنواع أخرى تحتوي على المنغنيز (Li/MnO2) والبولي مونوفلورايد (Li/CFx) والفناديوم (Li/LixV3O8). هذه الأنواع يمكن أن تكون قابلة لإعادة الشحن أو تُستخدم مرة واحدة، لكنها جميعًا تظل مصدرًا محتملاً للخطر في حال عدم التعامل معها بعناية.
وفي هذا السياق، أوضح رئيس قسم المعادن غير الحديدية والذهب في الجامعة، البروفيسور فاديم تاراسوف، أن هذه البطاريات تمثل أقوى مصادر التيار اليوم، حيث تعتمد على معدن الليثيوم مع نظام مؤكسد قوي يحتوي على مركبات مثل كلوريد الثيونيل، وهو خليط يشمل أحماضًا قوية مثل حمض الكبريتيك والهيدروكلوريك. وأضاف تاراسوف أن سوء الاستخدام قد يؤدي إلى عواقب جسيمة؛ حيث يمكن لبطارية بحجم AA أن تسبب جروحًا بليغة مثل قطع الإصبع، في حين أن البطاريات الأكبر حجمًا مثل C وD قد تتسبب في إصابات أخطر، مثل قطع اليد أو الذراع.
وأشار الخبراء إلى أن هذه الانفجارات قد تنتج عن تلف ميكانيكي في البطارية أو عن تغييرات غير متوقعة في إعدادات الجهاز، حيث يمكن أن تُجرى هذه التعديلات عن بُعد دون علم المالك أو موافقته.
في الختام، تبرز هذه الدراسات ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر عند استخدام بطاريات الليثيوم، خاصة في الأجهزة المحمولة، والتأكد من اتباع الإرشادات الصحيحة لتجنب حوادث قد تكون لها آثار كارثية على الصحة والسلامة العامة.
إرسال تعليق