استعد طاقم محطة الفضاء الدولية مؤخرًا لعملية إخلاء طارئة بعد أن كشفت وكالتا الفضاء ناسا وروسكوزموس عن تشققات وتسريبات خطيرة تهدد سلامة المحطة. المحطة الفضائية، التي تتخطى عقدين من العمر، تحتوي على ما يزيد عن خمسين منطقة مثيرة للقلق بما في ذلك شقوق وتسربات عمر بعضها يتجاوز خمس سنوات.
وأفاد تقرير حديث صادر عن مكتب المفتش العام التابع لناسا بأن هذا الوضع يمثل خطرًا كبيرًا على سلامة الطاقم، وقد رفعت ناسا تصنيف التهديد إلى أعلى مستوى. يتم مراقبة أربع تشققات رئيسية وأكثر من خمسين نقطة أخرى على المحطة، حيث لا تتوفر حلول دائمة؛ فالتسريبات المتفاقمة تتطلب معالجات مؤقتة قد لا تصمد طويلاً.
وفي ضوء التهديدات المتزايدة، اتفقت ناسا وروسكوزموس على إغلاق باب الوحدة الروسية خلال الليل، في حين يبقى طاقم ناسا في القسم الأمريكي ليكونوا على مقربة من مركبات الهروب، تحسبًا لأي طارئ يستدعي الإخلاء السريع.
الحطام الفضائي يمثل تهديدًا متناميًا لمحطة الفضاء الدولية، إذ يتعين على المحطة الضخمة، التي تبلغ حجم ملعب كرة قدم، تعديل مدارها دوريًا لتجنب قطع الحطام الكبيرة. ولكن القطع الصغيرة مثل شظايا الطلاء المعدنية تظل مصدر قلق حقيقي؛ فقد تسببت في أضرار جعلت رواد الفضاء يقضون أسابيع في إصلاحها.
هذا الواقع يبرز الحاجة الماسة لحلول أكثر أمانًا مع اقتراب المحطة من نهاية عمرها المتوقع خلال العقد الجاري، ما يضع تحديات كبيرة أمام وكالات الفضاء العالمية لضمان استمرار سلامة طاقم المحطة الدولية حتى موعد تقاعدها المتوقع.
إرسال تعليق