حذرت دراسة حديثة صادرة عن الأكاديمية الصينية للعلوم من تصاعد سباق التسلح في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، مما ينذر بزيادة هائلة في النفايات الإلكترونية على المستوى العالمي. ويأتي هذا التحذير وسط تنافس شركات التكنولوجيا الكبرى على تعزيز مراكز البيانات الخاصة بها بتقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تتطلب استثمارات ضخمة وتستنزف موارد ضخمة من شرائح الكمبيوتر المتطورة.
وتشير الدراسة إلى أن المعدات القديمة، بما فيها الرقائق التي يتم تحديثها دورياً، ستُسهم في زيادة النفايات الإلكترونية بنسب ضخمة، مع توقعات أن تعادل تلك النفايات حوالي 13 مليار هاتف آيفون سنوياً بحلول عام 2030. في هذا السياق، تواجه الشركات ضغوطاً متزايدة بخصوص تأثيرات هذه التكنولوجيا على البيئة، إذ يتطلب تشغيل وتبريد الأنظمة الذكية كميات هائلة من الطاقة والمياه.
النفايات الإلكترونية تمثل مشكلة متنامية على المستوى العالمي، حيث تنتهي الغالبية العظمى من هذه المخلفات في مكبات النفايات بدلاً من إعادة تدويرها، وفقاً لتقرير سنوي للأمم المتحدة. وتعتمد الشركات التكنولوجية على قاعدة صناعية تُعرف باسم "قانون مور"، والتي تتوقع تضاعف الترانزستورات على شرائح السيليكون كل عامين، ما يزيد من استهلاك المعدات الجديدة ويدفع بالمعدات القديمة إلى مكبات النفايات.
وتتوقع الدراسة أن إجمالي النفايات الإلكترونية عالميًا قد يرتفع بنسبة تتراوح بين 3% إلى 12% سنوياً بحلول 2030، ما يعني إضافة ما يصل إلى 2.5 مليون طن من النفايات الإلكترونية سنويًا. واعتمد الباحثون في تقديراتهم على استبدال الشركات لنظمها التقنية كل ثلاث سنوات تقريباً، بناءً على دراسة للتجديدات المحتملة لخوادم المعالجة المتقدمة، مثل معالج "إنفيديا H100".
وفي الوقت ذاته، يشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية إلى أن النفايات الإلكترونية غالباً ما يتم تصديرها من الدول الغنية إلى الدول ذات الدخل المنخفض، حيث يقوم العاملون هناك بتفكيك تلك المعدات القديمة لاستخراج المعادن الثمينة، متعرضين بذلك لخطر المواد السامة كالرصاص والزئبق.
إرسال تعليق