آخر الأخبار

تزايد الهجمات السيبرانية على قطاع التعليم.. التحديات وسبل الوقاية


 أصبح قطاع التعليم هدفًا رئيسيًا للمخترقين، حيث يستغل هؤلاء المتسللون ضعف البنية الأمنية للمؤسسات التعليمية وتخزينها لكميات كبيرة من البيانات الحساسة. تعتمد العديد من المؤسسات التعليمية على شبكات موزعة واسعة، وازداد هذا الاعتماد بشكل كبير مع انتشار برامج التعليم عن بُعد التي تتيح للطلاب والموظفين الوصول إلى موارد المؤسسة من أماكن مختلفة قد تفتقر إلى الأمان الكافي.

تشكل هذه العوامل بيئة خصبة للمجرمين الإلكترونيين، مما يجعل المؤسسات التعليمية عرضة للهجمات السيبرانية، التي تشمل سرقة المعلومات الحساسة والوصول غير المصرح به إلى الأنظمة الحيوية. ومن بين أكثر التهديدات الشائعة التي تواجه المؤسسات التعليمية تزايد هجمات البرمجيات الخبيثة وهجمات الفدية وعمليات التصيد الاحتيالي.

ارتفاع هجمات البرمجيات الخبيثة على قطاع التعليم

وفقًا لتقرير صادر عن SonicWall، شهد قطاع التعليم ارتفاعًا كبيرًا في هجمات البرمجيات الخبيثة بنسبة 26% خلال عام 2022. يستغل المهاجمون هذه البرمجيات للحصول على وصول غير مصرح به إلى أنظمة المؤسسات التعليمية، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للبيانات والعمليات اليومية.

وذكرت تقارير أخرى أن الهجمات على الأجهزة الذكية المستخدمة في التعليم قد ازدادت بنسبة 146%، مما يشير إلى خطر متزايد مع توسع استخدام إنترنت الأشياء في المؤسسات التعليمية. لمواجهة هذه التهديدات، يجب على المؤسسات تعزيز التدريب المستمر لموظفيها على الأمن السيبراني، مع التركيز على تثقيفهم حول كيفية التعرف على البرمجيات الخبيثة ومنعها.

هجمات الفدية: التهديد المتزايد للمؤسسات التعليمية

هجمات الفدية تُعدّ من أخطر التهديدات التي تواجه المؤسسات التعليمية. يقوم المتسللون بسرقة بيانات المؤسسات أو السيطرة على أنظمتها ويطالبون بفدية مالية مقابل إعادتها. وتعتبر هذه الهجمات مدمرة للمؤسسات التعليمية، حيث تتسبب في تعطيل طويل الأمد للعمليات الأساسية إلى جانب الخسائر المالية.

تقرير من Sophos في عام 2023 أشار إلى أن 80% من مسؤولي تكنولوجيا المعلومات في قطاع التعليم أبلغوا عن تعرض مؤسساتهم لهجمات الفدية خلال عام 2022. ولهذا السبب، من الضروري اتخاذ تدابير أمنية قوية، بما في ذلك تحسين حماية البيانات وتثبيت تحديثات الأمان بانتظام.

عمليات التصيد الاحتيالي: كيف يتم استهداف المعلومات الحساسة

تستخدم عمليات التصيد الاحتيالي أساليب احتيالية لجمع المعلومات الشخصية من خلال تنكرها في شكل مواقع ويب أو رسائل بريد إلكتروني شرعية. تستهدف هذه الهجمات بيانات الطلاب والموظفين مثل بيانات تسجيل الدخول والمعلومات المالية. ولذلك، يُعدّ التدريب على كيفية التعرف على عمليات التصيد الاحتيالي أفضل طريقة لحماية المؤسسات من هذه الهجمات.

هجمات حجب الخدمة الموزعة (DDoS): التهديد الخفي

هجمات حجب الخدمة الموزعة (DDoS) تُعدّ من بين التهديدات التي تواجه المؤسسات التعليمية. يقوم المتسللون بإغراق الخوادم بحركة مرور كبيرة، مما يؤدي إلى تعطيل الأنظمة. مع زيادة الاعتماد على الأجهزة الذكية والتعلم عن بُعد، أصبحت المؤسسات أكثر عرضة لهذه الهجمات. يمكن تقليل هذا التهديد من خلال زيادة سعة التخزين المؤقت للخوادم وتحديد حركة المرور.

التهديدات الداخلية: خطر من داخل المؤسسة

لا تقتصر التهديدات السيبرانية على الهجمات الخارجية، إذ يشكل الأفراد الذين لديهم إمكانية الوصول إلى أنظمة المؤسسة، سواء كانوا طلابًا أو موظفين حاليين أو سابقين، خطرًا داخليًا أيضًا. لذلك يجب على المؤسسات التعليمية إدارة وصول الأفراد إلى الأنظمة وتقليل هذا الوصول عند الضرورة للحد من المخاطر الداخلية.

في ظل هذه التهديدات المتزايدة، يتعين على المؤسسات التعليمية تعزيز قدراتها الأمنية وتبني تقنيات حديثة لحماية نفسها وبياناتها من الهجمات السيبرانية المستمرة.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.