آخر الأخبار

تحذيرات من هجمات سيبرانية صينية تهدد الأمن الوطني الأمريكي


 حذر روبرت دالي، مدير معهد كيسنجر للصين والولايات المتحدة في واشنطن، من خطورة هجوم سيبراني نفذته مجموعة مرتبطة بالحكومة الصينية، مستهدفًا البنية التحتية الأمريكية. جاء ذلك في مقابلة له مع قناة الحرة، حيث أشار إلى التأثير المحتمل لهذا الهجوم على العلاقات المتوترة بين واشنطن وبكين.

تقارير هذا الأسبوع أكدت أن الهجمات استهدفت شبكات الاتصال عبر الإنترنت وأنظمة التنصت القانونية، مما أثار مخاوف من إمكانية وصول المخترقين إلى معلومات استخباراتية حساسة تهدد الأمن الوطني. 

دالي أكد أن الصين تمتلك القدرة على تنفيذ هجمات إلكترونية واسعة النطاق، مشيراً إلى أن هذا الأمر ليس بجديد، إذ سبق أن استهدفت الصين الحكومة الأمريكية مرات عديدة، وتمكنت من الوصول إلى معلومات حساسة. وقد استخدمت التكنولوجيا الأمريكية بطرق سمحت لها بتخريب البنية التحتية الأمريكية.

وأشار دالي إلى أنه في حال وقوع نزاع بين الولايات المتحدة والصين، مثل النزاع المحتمل حول تايوان، فإن بإمكان الصين تعطيل شبكة الكهرباء الأمريكية، وهو ما يعتبر مصدر قلق كبير. 

هجوم إلكتروني مرتبط بالحكومة الصينية اخترق شبكات مجموعة من مزودي الاتصالات والإنترنت في الولايات المتحدة، حيث نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة أن المتسللين قد يحتفظون بإمكانية الوصول إلى البنية التحتية التي تتعاون مع الطلبات القانونية للوصول إلى بيانات الاتصالات، وهو ما يعد خطرًا كبيرًا على الأمن القومي.

الصحيفة أكدت أن هذا الهجوم يعتبر خرقًا أمنيًا قد يكون كارثيًا، وقد نفذته مجموعة قراصنة صينيين تعرف باسم "عاصفة الملح". 

وفيما يتعلق بالموقف الرسمي للصين، أشار دالي إلى أن الصين تنكر دائمًا تورطها في مثل هذه الهجمات، معتبراً أن هذا الإنكار "حكيم" لكنه يؤكد أن الجميع يعلم أن الحكومة الصينية هي من تقف وراءها، حتى وإن كانت هناك مجموعات قرصنة مستقلة.

أضاف دالي أن بعض الأمريكيين يرون هذه الهجمات كنوع من الحرب السيبرانية ضد الولايات المتحدة، حيث تستخدم الصين كافة إمكانياتها لتكون مستعدة لأي مواجهة مستقبلية. 

وفي ما يتعلق بقدرات الولايات المتحدة في مواجهة هذه التهديدات، أوضح دالي أن الهجمات السيبرانية الصينية تعكس تفوقًا في بعض الجوانب التقنية، مشيرًا إلى أن الفرق بين الهجوم والدفاع في هذا المجال هو أن الصين قادرة على شن هجمات ضخمة، بينما تركز الولايات المتحدة على الدفاع، بنسب تصل إلى خمسة عشر إلى واحد لصالح الصين.

كما أكد دالي أن هذا الهجوم لا يقتصر على الولايات المتحدة فقط، بل يشمل دولًا أخرى مثل تايوان واليابان وحتى أوروبا. 

وأوضح أن المحاولات الصينية للهجمات السيبرانية تستند إلى عدة أسباب، منها سرقة التكنولوجيا اللازمة، والاستعداد لحرب سيبرانية محتملة، إلى جانب السعي للسيطرة على وسائل الإعلام لنشر أخبار إيجابية عن الصين، ومراقبة الأنشطة الأمريكية للتحقق من تحركات المنشقين الصينيين في الولايات المتحدة.

دالي تطرق إلى احتمال أن تتحول المواجهة بين الولايات المتحدة والصين إلى مواجهة سيبرانية بحتة بدلاً من مواجهة تقليدية، مشيرًا إلى أن هذا المجال لا يزال جديدًا إلى حد ما، حيث لا يعرف الكثيرون ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ هجمات مماثلة على الصين.

في الختام، أكد دالي على أهمية تعزيز قدرات الولايات المتحدة لمواجهة الهجمات السيبرانية الصينية، مشددًا على ضرورة زيادة الجهود وتوظيف مزيد من الخبرات لتقليص الفجوة الكبيرة بين قدرات البلدين، محذرًا من أن هذا النوع من الهجمات قد يهدد مستقبل الأمن القومي الأمريكي بشكل غير مسبوق.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.