آخر الأخبار

هل تشهد صناعة الهواتف الذكية تغييرات كبيرة بعد فوز ترامب؟


 من المتوقع أن تشهد صناعة الهواتف الذكية تغييرات جذرية في حال فوز دونالد ترامب مجددًا بمقعد رئيس الولايات المتحدة، حيث تشير التوقعات إلى أن الشركات الكبرى قد تتأثر بسياساته المتعلقة بالرسوم الجمركية، كما حدث خلال ولايته الأولى. 

خلال فترة حكمه السابقة، فرض ترامب تعريفات جمركية على مجموعة واسعة من السلع المستوردة، بما في ذلك الأجهزة الإلكترونية، وهو ما أزعج العديد من الشركات العالمية. وفي حال فوزه مجددًا، يخطط ترامب لتوسيع هذه التعريفات، حيث تشير التقارير إلى نيته فرض تعريفة جمركية تصل إلى 20% على جميع الواردات و60% على السلع الصينية.

الرؤية التي يروج لها ترامب تكمن في أن هذه الرسوم ستشجع الشركات الأمريكية على إعادة مصانعها إلى الوطن، وهو ما قد يساهم في تقليل الاعتماد على الإنتاج الأجنبي. إلا أن ذلك سيترتب عليه زيادة الأسعار بشكل ملحوظ على المستهلكين، وهو ما يثير القلق لدى البعض.

تعد شركات مثل أبل وجوجل من أبرز الشركات التي تعتمد بشكل كبير على الواردات الصينية في تصنيع هواتفها الذكية. وإذا تم تطبيق التعريفات الجمركية الجديدة، فإن هذه الشركات ستكون الأكثر تأثرًا. فشركة أبل على سبيل المثال تعتمد على العمالة الصينية بشكل رئيسي، رغم محاولاتها الأخيرة نقل بعض عملياتها إلى الهند وفيتنام. ومع ذلك، تشير بعض التكهنات إلى أن أبل قد تحصل على إعفاء من هذه الرسوم الجمركية، كما حدث في ولاية ترامب الأولى.

وفي السياق ذاته، يبدو أن جوجل قد تواجه صعوبة في الحصول على نفس الامتيازات التي قد تحصل عليها أبل، بالنظر إلى اعتمادها الكبير على التصنيع الصيني لهواتف Pixel.

تؤدي الرسوم الجمركية عادة إلى زيادة تكلفة المنتجات، حيث تحاول الشركات تمرير هذه التكاليف الإضافية إلى المستهلكين. وفي حال قررت هذه الشركات نقل إنتاجها إلى الولايات المتحدة، فإن هذا التحول قد يستغرق سنوات عدة، وهو ما سيؤدي إلى زيادة الأسعار في الأسواق العالمية.

لكن الضرر لا يقتصر فقط على المستهلكين الأمريكيين، بل قد يشمل الشركات المحلية أيضًا. فعند فرض تعريفات جمركية مرتفعة من قبل دولة واحدة، قد ترد الدول الأخرى بفرض تعريفة مماثلة على المنتجات الأمريكية، مما قد يحد من الطلب على هذه المنتجات في الأسواق الدولية، خاصة في الدول التي تعاني من قدرات شرائية محدودة.

ومن الجدير بالذكر أن فرض تعريفة جمركية على السلع الأمريكية قد يساهم في زيادة أسعار الهواتف الذكية في العديد من البلدان الأخرى، مما يدفع بعض الشركات الصينية إلى خفض أسعارها لجذب المستهلكين. كما أن هذه الحرب التجارية قد تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، مما قد يسبب اختناقات في الإمدادات وارتفاع تكاليف الإنتاج.

إذا فازت سياسات ترامب الاقتصادية بالانتخابات، فمن المتوقع أن تشهد صناعة الهواتف الذكية تحديات كبيرة، قد تكون لها تداعيات واسعة على الأسعار والإنتاج العالمي.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.