في خطوة غير تقليدية، استطاعت شركة "هواوي تكنولوجيز" تعزيز مبيعات أحدث ساعاتها الذكية وسط تباطؤ في إنفاق المستهلكين في الصين. فقد أظهرت تقارير أن الشركة سجلت ساعتها الجديدة، Huawei Watch D2، كجهاز طبي، مما سمح للعملاء بشرائها باستخدام التأمين الطبي بدلًا من دفع قيمتها بشكل مباشر.
بحسب تقرير نشرته "بلومبرغ"، أصبح بإمكان العملاء في الصين دفع ثمن الساعة من خلال الحسابات الخاصة بهم في التأمين الصحي الحكومي، وذلك بفضل ميزة قياس ضغط الدم في الساعة، التي جعلتها مؤهلة لهذا التصنيف الطبي. وهذا التحول أدى إلى ازدياد الإقبال عليها في الصيدليات الصينية، حيث أظهرت تقارير أن بعض الصيدليات طلبت من العملاء حجز الساعات مسبقًا بعد نفاد الكميات بسرعة.
عبر منصة "شيانهونغشو" الاجتماعية الصينية، تبادل المستخدمون نصائح حول كيفية تسجيل الساعة كجهاز طبي للاستفادة من التأمين الصحي، الأمر الذي جعل الساعة أكثر شيوعًا في السوق. بالإضافة إلى ذلك، هناك مزايا صحية أخرى مثل مراقبة جودة النوم ومعدل ضربات القلب وعدد الخطوات.
تعتبر هذه الخطوة محفزًا لزيادة مبيعات الساعة، خاصة في وقت تشهد فيه الصين تحديات اقتصادية من جراء الأزمة العقارية والتوترات التجارية. ورغم أن "هواوي" أطلقت الساعة بسعر 2988 يوان (409 دولارات)، إلا أنها أظهرت في الوقت نفسه كيف يمكن الاستفادة من الفجوات في النظام لتنشيط مبيعات جهاز غالي الثمن.
ورغم هذا النجاح في تعزيز المبيعات، أشار الخبراء إلى أن مبيعات الأجهزة القابلة للارتداء لا تمثل إلا جزءًا صغيرًا من إيرادات هواوي، وبالتالي فإن التأثير الكبير على أرباح الشركة قد لا يكون ملموسًا.
في المقابل، لا تحظى ساعة "أبل" بهذا التصنيف كجهاز طبي في الصين، ما يعكس تميز هذه الخطوة لشركة "هواوي" في استغلال اللوائح المحلية لصالحها.
إلا أن هذا التصنيف أثار جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل البعض عما إذا كانت الأجهزة الذكية متعددة الوظائف تستحق التصنيف كأجهزة طبية فقط لأن لديها القدرة على قياس ضغط الدم. كما أبدى بعض المستخدمين قلقهم من استغلال الشركات لهذا التصنيف وتأثير ذلك على استنزاف الموارد الطبية في الصين.
وفي خطوة تصحيحية، قررت مدينة نينجبو تعليق شراء الساعة عبر التأمين الصحي بشكل مؤقت، في حين أعلن مسؤولو المدينة أنهم يدرسون الأمر وسيصدرون قرارات جديدة قريبًا.
إرسال تعليق