آخر الأخبار

وادي السيليكون يشهد تركّزًا غير مسبوق للثروة وتباطؤًا اقتصاديًا ملحوظًا


 كشف تقرير حديث عن تصاعد فجوة الثروة في وادي السيليكون إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يملك أغنى المليارديرات في المنطقة ثروات تعادل أضعاف ما يملكه نصف السكان مجتمعين. التقرير، الذي أعدته منظمة "جوينت فينتشر سيليكون فالي"، يسلط الضوء على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه واحدة من أكبر مراكز التكنولوجيا في العالم.  

تزايد تركّز الثروة واتساع الفجوة الاجتماعية

بحسب التقرير، يسيطر 1% فقط من السكان على نحو 42% من إجمالي الثروة في المنطقة، وهو ما يعادل 421 مليار دولار، بينما تمتلك الشريحة الأغنى من السكان نسبة تصل إلى 71% من الثروة الإجمالية. ويبرز في قائمة المليارديرات مارك زوكربيرغ مؤسس ميتا، ولورين باول جوبز وريثة مؤسس آبل، ومؤسسا جوجل لاري بيج وسيرجي برين، بالإضافة إلى شخصيات بارزة مثل جينسن هوانغ الرئيس التنفيذي لإنفيديا.  

وعلى الرغم من أن متوسط الدخل السنوي للفرد في وادي السيليكون يصل إلى 157.1 ألف دولار، وهو ضعف المعدل الوطني، فإن نسبة كبيرة من العائلات لا تزال تواجه صعوبات اقتصادية، حيث يعتمد 30% من الأسر على المساعدات الخارجية، ويعيش أكثر من 10% من العائلات بأقل من 5 آلاف دولار سنويًا. كما يعاني 37% من الأطفال من خطر انعدام الأمن الغذائي.  

تباطؤ في سوق العمل وهجرة للشركات

أشار التقرير إلى تباطؤ كبير في التوظيف، حيث ألغت شركات التكنولوجيا أكثر من 80 ألف وظيفة بين عامي 2023 و2024، بعد أن وفّرت 75 ألف وظيفة فقط بين 2020 و2022. كما شهدت مدينة سان فرانسيسكو خسارة قرابة 39.6 ألف وظيفة خلال الفترة ذاتها، متأثرة بانخفاض الطلب على المكاتب بسبب استمرار العمل عن بعد، حيث لا يزال مكتب من كل خمسة مكاتب شاغرًا، في ظاهرة تعيد للأذهان أزمة فقاعة الإنترنت في أوائل الألفية.  

ومع استمرار أزمة السكن وارتفاع أسعار العقارات، بدأت كبرى الشركات في التوسع نحو مدن أخرى مثل أوستن في تكساس وسياتل، حيث ارتفعت معدلات التوظيف بمعدلات أكبر مقارنة بوادي السيليكون. كما أصدرت أوستن تصاريح بناء جديدة بمعدل يفوق 10 أضعاف ما تم إصداره في سان فرانسيسكو، مما يعكس تحولًا في بيئات الاستثمار العقاري.  

وادي السيليكون لا يزال مركزًا عالميًا للابتكار

رغم التحديات الاقتصادية، لا يزال وادي السيليكون في طليعة الابتكار، حيث تم تسجيل أكثر من 23.6 ألف براءة اختراع في عام 2024، إلى جانب استقطاب استثمارات رأسمالية بقيمة 69 مليار دولار، منها 22 مليارًا مخصصة لمجال الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يشير التقرير إلى تراجع نسبي في الهيمنة العالمية للمنطقة، مع ظهور مراكز تكنولوجية منافسة حول العالم.  

في ظل هذه التغيرات، يواجه وادي السيليكون تحديات غير مسبوقة تتعلق بتوزيع الثروة وتوفير فرص العمل والإسكان، مما قد يدفع الشركات والمواهب إلى البحث عن بدائل خارج المنطقة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جذرية لدعم النمو المستدام.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.