آخر الأخبار

وكلاء الذكاء الاصطناعي يغيرون الإنترنت هل نحن أمام ثورة جديدة؟


 تخيل أن تستيقظ صباحًا لتجد أن يومك قد تم ترتيبه بالكامل دون أن تحرك ساكنًا، رحلتك حُجزت، أفضل العروض ظهرت لك تلقائيًا، وحتى بريدك الإلكتروني تمت تصفيته ليعرض لك أهم الرسائل فقط. هذه ليست مجرد مشاهد من أفلام الخيال العلمي، بل واقع يقترب بسرعة بفضل تطور وكلاء الذكاء الاصطناعي.

طفرة الذكاء الاصطناعي ومستقبل الإنترنت

مع تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، تتجه الأنظار نحو عام 2025 باعتباره نقطة تحول رئيسية، حيث يُتوقع أن تظهر أنظمة جديدة تُعرف بـ"وكلاء الذكاء الاصطناعي". هذه الأدوات ستكون بمثابة مساعدين رقميين قادرين على تنفيذ عمليات البحث، تنظيم المحتوى، وتوقع احتياجات المستخدمين بدقة مذهلة. ولكن هذا التقدم يثير قلق الشركات الكبرى التي تعتمد على الإنترنت في أعمالها، حيث يمكن أن يغير هذه التقنية طريقة تفاعل المستخدمين مع الويب بالكامل.  

هل ستنتهي هيمنة الإنترنت التقليدي؟

وفقًا لمحللي شركة بيرنشتاين، قد يؤدي انتشار وكلاء الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الحاجة إلى تصفح المواقع والتطبيقات بشكل مباشر، فبدلًا من ذلك، سيتولى الوكيل جمع المعلومات وتقديمها بطريقة مخصصة للمستخدم. هذه التغييرات قد تعيد تشكيل المشهد الرقمي بالكامل، وتجعل نماذج الأعمال التقليدية في خطر.

تخيل أنك في رحلة إلى دبي، وتحتاج إلى وسيلة نقل من المطار إلى مركز المدينة، بدلاً من البحث يدويًا في تطبيقات مثل أوبر وكريم، سيتكفل وكيلك الذكي بإيجاد الخيار الأمثل لك دون أن تضطر حتى إلى فتح هاتفك. هذا التحول قد يقلل الحاجة إلى استخدام محركات البحث والتطبيقات، ويجعل الشركات القائمة اليوم بحاجة لإعادة النظر في استراتيجياتها.

سباق الشركات الكبرى نحو وكلاء الذكاء الاصطناعي

لم تعد هذه التكنولوجيا مجرد فكرة نظرية، بل بدأت الشركات الكبرى بالفعل في تطوير وكلائها الرقميين. أطلقت OpenAI وكيلها "Operator"، الذي يمكنه تنفيذ مهام مثل حجز الرحلات وشراء المنتجات نيابة عن المستخدم. في المقابل، تعمل جوجل على مشروع "Mariner"، وهو وكيل يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين عبر متصفح كروم.

كذلك، دخلت أنثروبيك المنافسة مع أداة "Computer Use"، التي تمكن نموذجها الذكي من تنفيذ مهام رقمية بالكامل مثل تصفح الإنترنت وطلب الطعام، في حين تعمل شركات أخرى مثل Perplexity على مشاريع مشابهة. هذه التقنيات قد تُقدم للمستخدمين عبر أجهزة جديدة مثل نظارات الواقع المعزز أو الهواتف الذكية المتطورة.

ما هو مستقبل وكلاء الذكاء الاصطناعي؟

على الرغم من كل هذه التطورات، قد لا يكون وكلاء الذكاء الاصطناعي الحد الأقصى للتطور، إذ تسعى شركات مثل Neuralink إلى ربط البشر بالتكنولوجيا مباشرة عبر شرائح تُزرع في الدماغ، مما قد يؤدي إلى تغييرات ثورية في كيفية تفاعلنا مع العالم الرقمي.

في ظل هذا السباق المحموم، يبقى السؤال الأهم: هل ستساعد هذه التقنية في تحسين حياتنا، أم أنها ستعيد تشكيل الإنترنت بطريقة قد تؤثر على الشركات والمستخدمين على حد سواء؟

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.