شهد قطاع الذكاء الاصطناعي جدلًا واسعًا بعد إعلان شركة Monica الصينية الناشئة عن وكيلها الجديد "مانوس"، الذي وصفته بأنه أول وكيل ذكاء اصطناعي عام ومستقل تمامًا في العالم. الشركة تدعي أن "مانوس" قادر على تنفيذ مهام معقدة من البداية إلى النهاية دون تدخل بشري، وهو ما يجعله يتجاوز حدود النماذج التقليدية.
لكن في المقابل، شكك العديد من الخبراء في صحة هذه الادعاءات، مشيرين إلى أن "مانوس" قد لا يكون متطورًا كما تدعي الشركة، خاصة عند مقارنته بإنجازات شركات أخرى مثل DeepSeek. وانتشر مقطع الفيديو التوضيحي لإطلاق الوكيل بسرعة، مما أدى إلى نقاشات مكثفة بين مؤيد يرى فيه قفزة تقنية، ومعارض يعتقد أن استقلاليته مبالغ فيها، بل وأثار مخاوف بشأن الخصوصية وإمكانية وجود ثغرات أمنية.
يعتمد "مانوس" على نهج الأنظمة متعددة الوكلاء، حيث يجمع بين نماذج ذكاء اصطناعي مختلفة لتنفيذ المهام دون الحاجة إلى إشراف دائم. في إحدى العروض التوضيحية، أظهر النظام قدرته على تصنيف المرشحين للوظائف وفرز البيانات بسرعة فائقة، وهو ما يعكس إمكانياته المتقدمة مقارنةً بروبوتات الدردشة التقليدية.
ويشير موقع "مانوس" الرسمي إلى تفوقه على وكيل "Deep Research" التابع لـ OpenAI وفقًا لمعيار GAIA، إلا أن الوصول إليه لا يزال محدودًا، إذ يتطلب دعوة خاصة للاختبار.
ورغم وعود الشركة، فإن هوية "مانوس" تثير تساؤلات عدة، إذ تربطه تقارير بشركة Butterfly Effect المسجلة في سنغافورة، والتي تمتلك مكاتب في بكين ووهان. الشركة الناشئة يقودها شياو هونج، وهو رائد أعمال شاب سبق له تطوير تطبيقات لمنصة WeChat قبل أن يطلق Monica.ai، وهو مساعد ذكاء اصطناعي للمتصفحات والهواتف الذكية.
من الناحية التقنية، يعتمد "مانوس" على نموذج "Claude 3.5 Sonnet" من Anthropic، كما يجري اختباره حاليًا مع نموذج "Claude 3.7"، الذي يُتوقع أن يعزز قدراته بشكل كبير. ومن المثير للاهتمام أن بعض الاختبارات أشارت إلى تفوق "مانوس" في منصات العمل الحر مثل Upwork و Fiverr، حيث تمكن من تنفيذ مهام معقدة بدقة وسرعة عالية.
ورغم هذه الإشادات، فإن العديد من المختصين في الذكاء الاصطناعي ما زالوا يشككون في حقيقة إمكانياته، فبينما وصفه بعضهم بأنه نقلة نوعية، أكد آخرون أنه يبالغ في قدراته، خاصة بعد ظهور أخطاء أثناء اختباره.
وبينما يُنظر إلى "مانوس" على أنه خطوة نحو مستقبل أكثر تطورًا في مجال الذكاء الاصطناعي، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى شفافية الشركة المطورة، ومستوى الأمان والخصوصية في النظام. فهل سيكون "مانوس" بالفعل ثورة في عالم الذكاء الاصطناعي، أم أنه مجرد ضجة تسويقية لجذب الانتباه في سوق مزدحم بالمنافسة؟
إرسال تعليق