سجلت شركة هواوي الصينية براءة اختراع جديدة تُمثل خطوة مبتكرة في تصميم الهواتف الذكية، من خلال تطوير نظام كاميرا بيريسكوب فائق النحافة. هذه البراءة قد تمهد الطريق لإحداث نقلة نوعية في طريقة تصميم الهواتف الذكية، حيث تستهدف حل أحد أكبر التحديات التي فرضتها تطورات كاميرات الهواتف خلال السنوات الأخيرة.
في الأعوام الأخيرة، أصبحت وحدات الكاميرا في الهواتف الذكية أكثر سماكة وبروزاً، مما أثار انتقادات عديدة من المستخدمين الذين رأوا أن هذه الزيادة تؤثر على جماليات الهاتف وسهولة استخدامه. فبينما كانت العدسات سابقًا مدمجة داخل جسم الهاتف، أصبحت الآن بارزة بشكل ملحوظ، مما خلق مشكلة على مستوى التصميم.
لكن مع البراءة الجديدة، تسعى هواوي إلى معالجة هذه المشكلة بشكل مبتكر. فقد اعتمدت على نظام كاميرا بيريسكوب لا يستخدم المرايا كما في الأنظمة الحالية، بل يعتمد على عدسة تليفوتوغرافية قابلة للتمدد والانكماش. يشبه هذا النوع من العدسات تلك التي يتم استخدامها في الكاميرات الاحترافية، ما يوفر أداءً متفوقًا في التصوير مع الحفاظ على نحافة الهاتف.
مخطط البراءة يُظهر تصميم هاتف ذكي مزوّد بعدسة قابلة للحركة داخل وخارج جسم الهاتف وفقًا لمستوى التقريب المطلوب من قبل المستخدم. وعند عدم الاستخدام، تنزلق العدسة لتصبح مستوية تقريباً مع سطح الهاتف، مما يساهم في الحفاظ على الشكل النحيف للجهاز.
ميزة أخرى مبتكرة في هذا التصميم هي إمكانية التحكم اليدوي في حركة العدسة، على غرار ما كان متاحًا في الكاميرات الكلاسيكية. هذا يمكن المستخدم من تحديد مقدار بروز العدسة حسب درجة الزووم التي يرغب فيها، وهو تطور مميز في ظل التركيز المتزايد من الشركات على الأنظمة التلقائية للعدسات.
كما أن اعتماد هواوي على مكونات ميكانيكية في هذا النظام بدلاً من الأجزاء الإلكترونية يسهم في تحسين سهولة الإصلاح والصيانة، ما يعني أنه يمكن استبدال القطع المعطوبة بشكل أسرع وأكثر كفاءة، وبالتالي تقليل التكاليف المحتملة للمستخدمين في حالة حدوث أعطال.
ورغم أن براءة الاختراع هذه لا تزال في مراحلها الأولى ولم تتحول بعد إلى منتج فعلي، إلا أنها تُعد خطوة جريئة نحو إعادة تعريف تجربة التصوير في الهواتف الذكية. هذا التوجه لا يبدو معزولًا عن الاتجاه العام في قطاع الهواتف، حيث تسعى شركات كبرى مثل أبل وسامسونج إلى تطوير تصميمات أكثر نحافة في هواتفها المقبلة.
إرسال تعليق