في تطور مثير في عالم الذكاء الاصطناعي، ظهرت شركة ناشئة تُعرف باسم "سيف سوبر إنتليجنس" (Safe Superintelligence) أو "إس إس آي" (SSI)، والتي استطاعت جذب استثمارات ضخمة من كبرى صناديق رأس المال المغامر مثل "سيكويا كابيتال" و"أندريسن هورويتز"، لتضاعف قيمتها السوقية بسرعة مذهلة. في أقل من ستة أشهر، قفزت قيمة الشركة من 5 مليارات إلى 30 مليار دولار، رغم أن الشركة تظل بعيدة عن الأضواء الإعلامية تمامًا.
ما يميز هذه الشركة عن غيرها من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، هو تميزها بالغموض الشديد حول نشاطاتها. في الوقت الذي تتسابق فيه الشركات الكبرى مثل "أوبن إيه آي" لإطلاق منتجاتها الإعلامية والتجارية، تلتزم "إس إس آي" بالحفاظ على سرية شديدة حول كل ما يتعلق بمشاريعها. الموقع الرسمي للشركة لا يحتوي إلا على صفحة واحدة تضم 220 كلمة فقط، وتعتمد الشركة بشكل كبير على طرق توظيف تقليدية من خلال مقابلات مباشرة وترشيحات دون أي إعلانات على الإنترنت.
المؤسس وراء هذه الشركة هو إيليا سوتسكيفر، الذي كان أحد العقول المدبرة وراء تطوير "شات جي بي تي". منذ مغادرته "أوبن إيه آي" في عام 2023 بعد التوترات التي شهدتها الشركة، قرر سوتسكيفر أن يركز على تطوير نوع جديد من الذكاء الاصطناعي الذي يتسم بالأمان التام ويخدم مصلحة البشرية. فهو يسعى من خلال "إس إس آي" إلى تطوير ذكاء اصطناعي خارق قادر على تطوير وعي ذاتي ومشاعر خاصة به، مع ضمان أن يكون صديقًا للبشر بدلًا من أن يصبح تهديدًا لهم في المستقبل.
على عكس الاتجاه السائد في صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى العديد من الشركات إلى تطوير "الذكاء الاصطناعي العام" (AGI) الذي يشبه العقل البشري في قدراته، تركز "إس إس آي" على إنشاء ذكاء اصطناعي خارق قادر على تخطي قدرات البشر. هذه الفكرة المثيرة تثير العديد من الأسئلة حول كيفية تطوير هذا النوع من الذكاء الاصطناعي، وخصوصًا فيما يتعلق بالتحكم فيه وضمان تطابق أهدافه مع مصالح الإنسان.
المثير للاهتمام في طريقة عمل "إس إس آي" هو الاهتمام المبالغ فيه بالخصوصية والأمان. فعندما يتم اختيار شخص للعمل في الشركة، يُطلب منه إيداع هاتفه في صندوق "فارادي" لحجب إشارات الواي فاي والشبكات الخلوية، وذلك لضمان سرية المعلومات التي يتم التعامل معها داخل الشركة.
حتى الآن، لم تطلق "إس إس آي" أي منتج يمكن للجمهور استخدامه، ولا يبدو أنها في عجلة من أمرها للقيام بذلك. فبدلاً من التوجه نحو السوق، تركز الشركة على تطوير الذكاء الاصطناعي الخاص بها في بيئة سرية وآمنة، مع خطط غير معلنة لإطلاق أي منتج تجاري في المستقبل القريب.
إرسال تعليق