قررت شركة الذكاء الاصطناعي الأميركية "أوبن إيه آي" إزالة حسابات لمستخدمين من الصين وكوريا الشمالية، بعد اكتشاف استخدامها تقنياتها لأغراض غير قانونية وخبيثة، بما في ذلك مراقبة الرأي العام. وتعتقد الشركة أن هذه الحسابات استغلت "شات جي بي تي" في عمليات تضر بالولايات المتحدة وتستهدف شعوبها، وفقًا لتقرير نشرته وكالة "رويترز".
وأكدت "أوبن إيه آي" في تقريرها أن هذه الأنشطة تمثل تهديدًا كبيرًا من قبل الأنظمة الاستبدادية التي قد تستخدم الذكاء الاصطناعي ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها. الشركة اعتمدت في اكتشاف هذه العمليات على أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، لكن لم تكشف عن تفاصيل الحسابات التي تم حظرها أو المدة الزمنية التي استغرقتها هذه الإجراءات.
ومن أبرز الحالات التي تم رصدها، استخدام مجموعة من الأشخاص المجهولين لتقنية "شات جي بي تي" لكتابة مقالات إخبارية تهاجم الولايات المتحدة باللغة الإسبانية، ونشرها عبر وسائل الإعلام الكبرى في أمريكا اللاتينية تحت اسم شركة صينية. وفي حالة أخرى، استخدم أفراد يعتقد أنهم مرتبطون بكوريا الشمالية الذكاء الاصطناعي لإنشاء سير ذاتية وهمية بهدف التقديم على وظائف في شركات غربية بطريقة احتيالية.
كما أشارت التقارير إلى أن مجموعة من حسابات "شات جي بي تي" كانت متورطة في عملية احتيال مالي في كمبوديا، حيث استخدمت نماذج "أوبن إيه آي" لترجمة وإنشاء تعليقات على منصات التواصل الاجتماعي مثل "إكس" و"فيسبوك"، للمشاركة في حملات احتيالية.
وقد أثارت هذه الاستخدامات قلق الحكومة الأميركية التي عبّرت عن مخاوفها من استغلال الصين لتقنيات الذكاء الاصطناعي في قمع سكانها، ونشر معلومات مضللة، بالإضافة إلى تقويض الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها.
من جهة أخرى، يُعتبر "شات جي بي تي" من "أوبن إيه آي" أحد أكثر روبوتات الدردشة شعبية في العالم، حيث تجاوز عدد المستخدمين النشطين أسبوعيًا 400 مليون. وتشير التقارير إلى أن الشركة تجري مفاوضات لجمع ما يصل إلى 40 مليار دولار في جولة تمويل قد تجعل قيمتها السوقية تصل إلى 300 مليار دولار، ما يضمن لها مكانة مرموقة في صناعة الذكاء الاصطناعي.
إرسال تعليق