أعلنت عملاق التقنية الصيني "تينسنت" عن نتائج مالية قوية للربع الأخير من العام، حيث حققت الشركة أسرع معدل نمو في إيراداتها منذ أكثر من عام، متفوقة بذلك على التوقعات وسط التباطؤ الاقتصادي الذي يواجهه القطاع في البلاد.
ووفقًا للبيانات المالية، فقد حققت تينسنت إيرادات بلغت 172.5 مليار يوان (ما يعادل 23.8 مليار دولار)، متجاوزة بذلك التوقعات التي كانت تشير إلى إيرادات قدرها 168.7 مليار يوان. كما ارتفع صافي أرباح الشركة إلى 51.3 مليار يوان، محققًا زيادة كبيرة مقارنة بالتوقعات.
وفي خطوة تعكس الثقة الكبيرة من قبل الإدارة بمستقبل الشركة، أعلنت تينسنت عن خططها لإعادة شراء أسهم بقيمة 80 مليار دولار هونغ كونغ خلال العام الجاري، بالإضافة إلى اقتراح زيادة توزيعات الأرباح السنوية بنسبة 32%.
يعود هذا النجاح بشكل رئيسي إلى الأداء القوي لقطاع الألعاب، حيث حققت الألعاب الجديدة مثل "Dungeon & Fighter Mobile" و "Delta Force" نجاحًا هائلًا، مما ساعد على تعزيز مكانة تينسنت كأكبر ناشر للألعاب في العالم. وتهدف الشركة إلى تحويل هذه العناوين إلى امتيازات دائمة لضمان تدفقات نقدية مستقرة على المدى البعيد.
وتأتي هذه النتائج في وقت يشهد فيه قطاع التقنية في الصين تحسنًا في العلاقات مع الحكومة، حيث عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ لقاءً مع مجموعة من رواد الأعمال البارزين، بينهم بوني ما رئيس تينسنت وجاك ما مؤسس علي بابا، في خطوة تشير إلى تخفيف الضغوط الحكومية على القطاع الخاص بعد ثلاث سنوات من التشديد التنظيمي.
وفي سياق التنافس العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تعمل تينسنت جاهدة للحاق بالركب بعد أن فاجأت شركة DeepSeek الصينية الناشئة العالم بإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي قادر على منافسة النماذج الأمريكية مثل OpenAI باستخدام موارد حاسوبية أقل بكثير. وقد قامت تينسنت بالفعل بدمج نماذج DeepSeek في خدماتها المختلفة مثل محرك بحث WeChat وروبوت المحادثة Yuanbao.
كما أطلقت الشركة مؤخرًا خدمات ذكاء اصطناعي جديدة تحول النصوص والصور إلى رسوميات ثلاثية الأبعاد، مما يسهل عملية تطوير الألعاب ويقلل من تكاليفها بشكل ملحوظ.
وتظل منصة "WeChat" - التي يستخدمها أكثر من مليار شخص حول العالم - أحد الأصول الأكثر قيمة للشركة، حيث تسهم بشكل متزايد في تحقيق الإيرادات عبر الإعلانات والألعاب المصغرة والتجارة الإلكترونية.
وعلى صعيد أسواق الأسهم، شهدت القيمة السوقية لـ تينسنت زيادة بنسبة 27% منذ بداية العام، مضيفة بذلك نحو 136 مليار دولار إلى قيمتها السوقية، رغم أن هذا الارتفاع ما زال أقل من قفزة أسهم منافستها علي بابا التي شهدت ارتفاعًا يتجاوز 70%.
إرسال تعليق