أعلنت شركة "بربليكسيتي" الأمريكية الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي عن رغبتها في الاستحواذ على منصة تيك توك الشهيرة، مؤكدةً أنها الأكثر قدرة على إعادة بناء خوارزميتها دون خلق احتكار، مع تحسين الشفافية وفتح المصدر لهذه الخوارزمية. وتعتبر بربليكسيتي، التي ابتكرت محرك بحث مدعوم بالذكاء الاصطناعي، واحدة من الشركات المتنافسة التي تسعى للاستحواذ على تيك توك، في وقت حساس حيث يواجه التطبيق خطر الحظر في الولايات المتحدة.
وفي بيان رسمي، أوضحت بربليكسيتي أنها تمتلك القدرة التكنولوجية والموارد اللازمة لتطوير الخوارزمية الخاصة بتيك توك بشكل يجعلها أكثر شفافية وتفتحاً دون التأثير على المنافسة. وأكدت الشركة أن هذا التوجه سيعمل على تجنب احتكار السوق، حيث تعمل بربليكسيتي بشكل مستقل بعيدًا عن الشركات العملاقة التي تسيطر على القطاع.
وفقاً لقناة "سي إن بي سي"، تقدر قيمة العرض المقدم من بربليكسيتي للاستحواذ على تيك توك بحوالي 50 مليار دولار. وكانت الشركة قد قدمت في منتصف يناير عرضاً للاندماج مع فرع تيك توك الأمريكي في خطوة تهدف إلى تعزيز نفوذها في السوق الأمريكي.
وقالت بربليكسيتي في بيان لها من سان فرانسيسكو: "أي استحواذ من قبل تحالف مستثمرين أو منافس آخر قد يؤدي إلى استمرار تأثير شركة بايت دانس المالكة لتطبيق تيك توك على الخوارزمية، مما سيشكل تهديدًا لعدم خلق بيئة تنافسية حقيقية." وأكدت الشركة أنها تستفيد من فتح المحتوى أمام مستخدميها بشكل أكبر دون تدخل الحكومات الأجنبية أو الهيئات الكبرى.
من بين الطموحات التي قدمتها بربليكسيتي لتطوير المنصة، تم الإشارة إلى إدخال إمكانات بحث أكثر تطوراً لتمكين المستخدمين من العثور على مقاطع الفيديو بسهولة أكبر، وتحسين تخصيص المحتوى ليكون أكثر ملاءمة للاحتياجات الفردية. بالإضافة إلى ذلك، تأمل بربليكسيتي في تصميم خوارزمية جديدة من الصفر، مع تخزين بيانات المستخدمين في مراكز بيانات أمريكية تحت إشراف كامل من السلطات الأمريكية.
وتأتي هذه التحركات في وقت حساس بالنسبة لتيك توك، حيث منح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب شركة "بايت دانس" المالكة للمنصة مهلة حتى الخامس من أبريل المقبل لبيع أنشطتها في الولايات المتحدة، وإلا سيُحظر التطبيق في البلاد. هذا القرار يُهدد ملايين المستخدمين الذين يستخدمون تيك توك في الولايات المتحدة، والذين يقدر عددهم بـ 170 مليون شخص.
من جهة أخرى، هناك منافسون آخرون مهتمون بالاستحواذ على تيك توك، مثل "برودجكت ليبرتي"، التي أسسها المطور العقاري فرانك ماكورت وأليكسيس أوهانيان، المشارك في تأسيس منصة "ريديت". وتركز "برودجكت ليبرتي" على جعل الإنترنت أكثر أماناً ومنح المستخدمين سيطرة أكبر على بياناتهم الشخصية، مع التأكيد على ضرورة إزالة خوارزمية التوصية القوية التي تساهم بشكل كبير في نجاح تيك توك.
إرسال تعليق