حذرت ورقة سياسية حديثة من تداعيات سعي الولايات المتحدة لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي فائقة بطريقة مماثلة لمشروع مانهاتن، الذي أنتج أول قنبلة نووية. الوثيقة، التي شارك في إعدادها الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل إريك شميدت، إلى جانب ألكسندر وانج، الرئيس التنفيذي لشركة Scale AI، ودان هيندريكس، مدير مركز سلامة الذكاء الاصطناعي، تسلط الضوء على المخاطر الاستراتيجية لهذا التوجه.
يشير التقرير إلى أن محاولة الولايات المتحدة التفوق المطلق في هذا المجال قد تؤدي إلى رد فعل حاد من الصين، قد يكون على شكل هجمات إلكترونية، مما يهدد الاستقرار العالمي. كما أن اعتماد نهج المواجهة بدلاً من التعاون الدولي قد يزيد من احتمالات التصعيد بين القوى العظمى، مشبهاً الوضع الحالي بحالة الردع النووي المتبادل.
في الأشهر الأخيرة، طرحت لجنة في الكونجرس الأمريكي فكرة تبني مشروع وطني ضخم لتطوير الذكاء الاصطناعي، لكن المؤلفين يرون أن السباق نحو التفوق التكنولوجي قد يكون محفوفاً بالمخاطر. وبدلاً من السعي للهيمنة، يقترح التقرير ما يسميه "الخلل المتبادل المضمون في الذكاء الاصطناعي"، وهو مفهوم جديد يشير إلى قدرة الحكومات على تعطيل مشاريع الذكاء الاصطناعي لدى الدول المنافسة قبل أن تتحول إلى تهديدات محتملة.
توضح الورقة أيضاً الانقسام الحاصل داخل الأوساط السياسية والتقنية، بين من يدعون إلى التباطؤ في تطوير الذكاء الاصطناعي للحد من مخاطره، وآخرين يرون ضرورة تسريع التقدم لمواكبة المنافسة العالمية. ومع ذلك، يقترح المؤلفون نهجاً وسطياً يركز على الدفاع بدلاً من الهجوم، من خلال وضع استراتيجيات لحماية المصالح الأمريكية دون إثارة مواجهة مباشرة مع الصين.
ما يلفت الانتباه في هذا الطرح هو التحول في موقف إريك شميدت، الذي كان سابقاً من أبرز المؤيدين لمنافسة الصين في الذكاء الاصطناعي. وبينما دعت إدارة ترامب إلى تعزيز القدرات الأمريكية في هذا المجال، يقترح التقرير أن النهج الدفاعي والاستعداد للمخاطر قد يكون أكثر حكمة في ظل تعقيدات المشهد الجيوسياسي الحالي.
إرسال تعليق