آخر الأخبار

مؤسس DeepSeek يرفض عروض الاستحواذ ويحافظ على استقلالية شركته رغم التحديات التقنية


 رفض ليانج وينفنج، مؤسس شركة "ديب سيك" الصينية للذكاء الاصطناعي، عروضاً مغرية من مستثمرين يسعون للاستحواذ على حصة من شركته، مبرراً قراره برغبته في الحفاظ على الروح العلمية التي جعلت مشروعه يحظى بشهرة عالمية. ورغم النجاح الكبير الذي حققته "ديب سيك" مع روبوت المحادثة الذي يحمل نفس الاسم، إلا أن الشركة تواجه تحديات كبيرة، منها مشكلات تقنية مستمرة نتيجة الإقبال الهائل من ملايين المستخدمين، بالإضافة إلى فرض بعض الدول قيوداً على استخدام التقنية بسبب المخاوف الأمنية المتعلقة بالبيانات.

في الولايات المتحدة، تدرس السلطات الأمريكية إجراءات قد تشمل حظر استخدام "ديب سيك" على الأجهزة الحكومية، في وقت تستغل بعض شركات التكنولوجيا الأخرى الواجهة البرمجية المجانية التي تقدمها "ديب سيك" لتطوير أعمالها التجارية. ورغم هذه التحديات، أفادت مصادر مطلعة بأن ليانج لا يسعى حالياً لجلب استثمارات جديدة، خوفاً من أن تؤدي الاستثمارات الخارجية إلى تدخل المستثمرين في قرارات الشركة.

كما حذر ليانج من التعامل مع مستثمرين مرتبطين بالحكومة الصينية، مشيراً إلى أن مثل هذه العلاقة قد تعيق "التوسع العالمي" لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ"ديب سيك". الشركة حققت طفرة كبيرة في أوائل عام 2025 بإطلاق نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر يمكنه منافسة النماذج الغربية الرائدة، رغم اعتماده على رقائق إلكترونية أقل تطوراً. ونجح هذا النموذج في جذب أنظار القيادة الصينية، حيث تم دعوة ليانج إلى لقاء خاص مع الرئيس شي جين بينج في 17 فبراير، بحضور كبار رجال الأعمال في الصين.

بعد هذا النجاح، دخل بنك الصين، المملوك للدولة، في دعم "ديب سيك" من خلال تقديم قرض منخفض الفائدة. في الوقت نفسه، أجرت شركتا تينسنت وعلي بابا اجتماعات مع ليانج لاستكشاف فرص التعاون، لكن مصادر أكدت أن "ديب سيك" لا تنوي فرض رسوم على نماذجها الأساسية التي لا تزال مجانية.

وفي الأسابيع الأخيرة، نشرت "ديب سيك" تفاصيل حول تقنياتها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على شرائح إنفيديا المعدلة للسوق الصينية. وتسعى الشركة لإطلاق نموذج جديد لحل المشكلات المعقدة في أبريل المقبل، كما تخطط لتطوير تطبيقات تجارية جديدة بالتعاون مع شركات التكنولوجيا الكبرى.

إلا أن أكبر تحدي تواجهه "ديب سيك" في الوقت الحالي هو الضغط الكبير على خوادمها نتيجة العدد الهائل من المستخدمين. وهو ما أدى إلى توقفات متكررة في الخدمة، ما دفع بعض المستخدمين إلى الشكوى من عدم تمكنهم من التفاعل مع روبوت المحادثة سوى بضع مرات يومياً. للتعامل مع هذا الضغط، بدأت الشركة في تقديم خصومات للعملاء الذين يستخدمون خدماتها في ساعات الصباح الباكر.

فيما يتعلق بالاستثمار، فقد قدمت "ديب سيك" عروضاً لصناديق استثمارية عدة في أواخر عام 2023، بما في ذلك مستثمرين دوليين، لكنهم رفضوا بسبب غموض نموذج إيرادات الشركة. ومع ذلك، زاد الاهتمام مؤخراً، حيث أبدت العديد من الجهات رغبة في الاستثمار رغم غياب خطة واضحة للربحية. لكن ليانج رفض جميع العروض الجديدة، مشدداً على ضرورة التركيز على استراتيجية طويلة الأمد للشركة.

وتبقى "ديب سيك" متمسكة برؤيتها الأصلية، التي عبّر عنها ليانج في مقابلة نادرة عام 2023، حين قال: "نحن لا نصنع تطبيقات، بل نبحث، ونستكشف فقط"، مشيراً إلى أن فضوله هو ما دفعه لتحقيق هذا النجاح الكبير.

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.