آخر الأخبار

انتشار صور الذكاء الاصطناعي بنمط غيبلي يثير مخاوف أخلاقية وقانونية

شهدت الأيام الأخيرة ظاهرة مثيرة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صور مُنتَجة باستخدام الذكاء الاصطناعي تحاكي أسلوب أستوديو غيبلي الياباني الشهير. وقد توافد المستخدمون على مولد الصور الجديد من "شات جي بي تي" لتحويل صور المشاهير والحيوانات إلى رسوم فنية مبهرة بأسلوب غيبلي، مما أثار جدلاً واسعاً حول تأثيرات هذه التقنية على حقوق الملكية الفكرية ومستقبل الفنون.

الطريقة التي يمكن من خلالها إنشاء هذه الصور هي رفع صورة إلى "شات جي بي تي" وكتابة أمر لتحويل الصورة إلى أسلوب أستوديو غيبلي مع الحفاظ على التفاصيل الدقيقة، وهو ما يعيد خلق صورة مشابهة تمامًا للأعمال الفنية التي عرفها الجمهور في أفلام ميازاكي الشهيرة مثل "القلعة المتحركة" و"الروح العائمة". ورغم النجاح الكبير الذي حققته هذه الميزة، إلا أنها سلطت الضوء على التساؤلات الأخلاقية حول دور الذكاء الاصطناعي في مجال الفن.

من أبرز الأصوات المعترضة على هذه التقنية كان مؤسس أستوديو غيبلي، هاياو ميازاكي، الذي عبر عن شكوكه في دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الرسوم المتحركة. وقد انتقد ميازاكي في عدة مناسبات ما وصفه "بإهانة للحياة نفسها" من خلال استخدام هذه التقنيات في إنتاج الأعمال الفنية، مشيراً إلى أن الأعمال الفنية التي تنتج بالذكاء الاصطناعي تفتقد لروح الإنسان والألم الذي يرافق عملية الإبداع.

فيما يتعلق بكيفية استخدام هذه الميزة، لاقت تجربة أحد المستخدمين، الذي حول صورة قطته إلى رسم بنمط غيبلي، رواجاً واسعاً بين المتابعين، مما دفع الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، سام التمان، إلى المشاركة في الحدث، حتى أنه قام بتغيير صورة ملفه الشخصي لتصبح بأجواء غيبلي. ومع هذا الرواج، تحدث التمان عن التحديات التقنية التي تواجهها الشركة بسبب الضغط الكبير على وحدات معالجة الرسومات، مما دفعها إلى تحديد عدد الصور التي يمكن إنشاؤها يوميًا للمستخدمين المجانيين.

ورغم هذا النجاح، أثارت هذه الصور أسئلة قانونية هامة بشأن ما إذا كانت هذه التقنيات قد تم تدريبها على أعمال محمية بحقوق الطبع والنشر من قبل أستوديو غيبلي. فقد عبّر المحامي جوش ويغنسبيرغ عن قلقه حيال ما إذا كانت هذه الأدوات قد تم تدريبها على أعمال ميازاكي دون الحصول على إذن قانوني، مشيرًا إلى أن هناك خطراً في استخدام هذه الصور بشكل غير قانوني.

من جهتها، انتقدت الفنانة كارلا أورتيز، التي نشأت على مشاهدة أعمال ميازاكي، استخدام "أوبن إيه آي" لتقنيات الذكاء الاصطناعي لخلق أعمال تحاكي أسلوب غيبلي، مشيرة إلى أن هذه خطوة استغلالية للفن، وأكدت على ضرورة أن تتخذ شركات مثل "أوبن إيه آي" موقفًا مسؤولًا تجاه الفنانين وأعمالهم.

في النهاية، لم تقتصر المخاوف على الجوانب الأخلاقية فحسب، بل امتدت لتشمل القضايا القانونية المتعلقة بحماية حقوق الطبع والنشر. وبينما يواصل الذكاء الاصطناعي التطور، يبقى التساؤل الأهم: هل يمكن للمبدعين التحكم في أدوات الذكاء الاصطناعي التي تحاكي أعمالهم؟ وهل سيتمكنون من الحفاظ على حقوقهم في عصر التكنولوجيا المتطورة؟

التعليقات

أحدث أقدم

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة.