في خطوة تعكس الحرص على السلامة، تدرس ناسا إجراء اختبار طيران إضافي لمركبة ستارلاينر قبل اعتمادها لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية. يأتي هذا القرار بعد سلسلة من التحديات الفنية التي واجهتها المركبة، أبرزها مشكلات في نظام الدفع وتسربات الهيليوم التي أثرت على رحلتها التجريبية السابقة.
ماذا حدث في الرحلة السابقة؟
عندما حملت ستارلاينر رائدي الفضاء سوني ويليامز وبوتش ويلمور في رحلتها الأخيرة، واجهت أعطالًا غير متوقعة في نظام الدفع، مما أجبر الطاقم على البقاء في المحطة الفضائية لفترة أطول من المخطط له. ورغم أن ناسا أكدت معالجة معظم المشكلات، إلا أن مخاوفًا ما زالت قائمة حول موثوقية النظام، خاصة مع اكتشاف تسربات جديدة في خزانات الهيليوم.
لماذا رحلة تجريبية أخرى؟
صرح ستيف ستيتش، مدير برنامج الطاقم التجاري في ناسا، أن الاختبار الإضافي سيركز على التحقق من فعالية التعديلات التي أجرتها بوينج على نظام الدفع. وأضاف: "نريد التأكد من أن ستارلاينر جاهزة لنقل الطواقم بأمان قبل بدء المهام الروتينية".
بوينج تحت الضغط
تواجه بوينج ضغوطًا مالية وتقنية كبيرة، حيث تجاوزت تكاليف المشروع ملياري دولار، مع خسائر متراكمة منذ بداية البرنامج. ومع ذلك، أكدت الشركة التزامها بإصلاح المشكلات، خاصة تحت قيادة كيلي أورتبرج، الرئيس التنفيذي الجديد، الذي يدفع بفريق الهندسة لتعزيز موثوقية المركبة عبر اختبارات مكثفة.
متى سيتم اتخاذ القرار النهائي؟
لم تحدد ناسا بعد ما إذا كانت ستوكل المهمة الأولى لستارلاينر أو ستستمر بالاعتماد على مركبة سبيس إكس (كرو دراجون). ومن المتوقع أن تعلن الوكالة عن قرارها النهائي بحلول صيف هذا العام، بناءً على نتائج الاختبارات القادمة.
هل ستتأخر خطط ناسا؟
إذا قررت ناسا المضي قدمًا برحلة تجريبية أخرى، فقد يؤخر ذلك بدء المهام التشغيلية لستارلاينر، مما يزيد الاعتماد على سبيس إكس لفترة أطول. لكن الوكالة تؤكد أن السلامة أولوية، ولن تتعجل في إرسال رواد الفضاء قبل التأكد من جاهزية المركبة بالكامل.
ما تأثير ذلك على مستقبل الرحلات التجارية؟
يُعد هذا التطور اختبارًا حقيقيًا لبرنامج الطاقم التجاري التابع لناسا، الذي يهدف إلى إنهاء الاعتماد على المركبات الروسية. وإذا نجحت ستارلاينر في تجاوز هذه العقبات، فستصبح منافسًا قويًا لسبيس إكس، مما يفتح الباب لمزيد من التنوع في نقل البشر إلى الفضاء.
في انتظار القرار النهائي، يترقب العالم هل ستثبت بوينج أن ستارلاينر قادرة على المنافسة، أم أن التحديات الفنية ستؤجل حلمها في دخول سوق الرحلات المأهولة؟
إرسال تعليق