أصبحت منصة تيك توك بؤرة لانتشار معلومات مضللة حول الصحة النفسية، حيث تكشف دراسة حديثة عن خطورة المحتوى المتداول حول اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) الذي يجذب ملايين المشاهدات يوميًا.
كشفت دراسة نشرت في دورية PLOS One أن أكثر من نصف مقاطع الفيديو الشائعة حول هذا الاضطراب تحتوي على معلومات غير دقيقة، لا تتوافق مع المعايير الطبية المعتمدة. والأخطر أن حتى المصابين بالاضطراب وجدوا صعوبة في التمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة.
تقول فاسيليا كاراسافا، الباحثة الرئيسية في الدراسة من جامعة كولومبيا البريطانية: "المشكلة تكمن في تبسيط الأعراض، فصعوبة التركيز قد تكون عرضًا للاكتئاب أو القلق وليس اضطراب فرط الحركة حصرًا".
الدراسة التي شملت ثلاث فئات من المشاركين (غير المصابين، المصابين رسميًا، والمشخصين ذاتيًا) كشفت أن 52% من المحتوى الشائع يقدم معلومات عامة قد تنطبق على أي شخص، بينما يستخدم نصف صناع المحتوى المنصة للترويج لمنتجات مثل ألعاب fidget spinners دون أي خلفية طبية.
مع وجود أكثر من 50 مليون مستخدم نشط يوميًا يقضون ساعة في المتوسط على التطبيق، أصبح تيك توك مصدرًا رئيسيًا للمعلومات الصحية للشباب، حيث يفضل 40% من الأمريكيين المنصة على محركات البحث التقليدية.
يحذر الخبراء من مخاطر التشخيص الذاتي بناءً على هذه المعلومات، حيث تؤكد الدراسة أن المشخصين ذاتيًا كانوا الأكثر متابعة لهذا المحتوى، مما يعكس تأثير خوارزميات التطبيق في تعزيز هذه الظاهرة.
يقول ستيفن بي. هينشو، خبير اضطراب فرط الحركة من جامعة كاليفورنيا: "التشخيص الدقيق يتطلب متخصصين ووقتًا وتكلفة، لا يمكن اختزاله في مقاطع فيديو قصيرة".
توصي الدراسة بضرورة:
- توخي الحذر عند استهلاك المحتوى الصحي على وسائل التواصل.
- التحقق من المصادر الطبية المعتمدة.
- استشارة المختصين للتشخيص الدقيق.
- المشاركة المسؤولة للتجارب الشخصية.
هذه النتائج تتفق مع دراسة سابقة عام 2022 وجدت أن نصف محتوى ADHD على تيك توك مضلل، مما يؤكد الحاجة الملحة لتدخل المختصين في هذه المنصات لضمان دقة المعلومات الصحية المقدمة للملايين.
إرسال تعليق