في تحول مفاجئ، غير الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان موقفه تجاه الهند بشكل جذري، من التشكيك في قدراتها التقنية إلى الإشادة بقيادتها في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا التحول أثار تساؤلات حول دوافعه الحقيقية، خاصة مع تزايد أهمية السوق الهندي لشركات التكنولوجيا العالمية.
ألتمان كتب عبر حسابه على منصة إكس: "الهند تتفوق على العالم في تبني الذكاء الاصطناعي!"، وهي تصريحات تتناقض بشكل صارخ مع موقفه السابق الذي وصف فيه محاولات الهند لتطوير نموذج مماثل لـ ChatGPT بأنها "ميؤوس منها".
ردود الفعل على تصريحات ألتمان لم تتأخر، حيث علق كونال شاه مؤسس منصة CRED بشكل لاذع: "الهند هي مزارع المستخدمين النشطين للعالم"، في إشارة واضحة إلى أن اهتمام ألتمان قد يكون مدفوعاً بالرغبة في توسيع قاعدة مستخدمي OpenAI في الهند التي تعد ثاني أكبر سوق للإنترنت في العالم.
السياق العام يشير إلى أن ألتمان قد يكون أمام دوافع استراتيجية واضحة، فالهند تمثل:
- سوقاً ضخماً للمستخدمين النشطين.
- مصدراً غنياً للبيانات التدريبية.
- مركزاً متنامياً للابتكار التكنولوجي.
- بوابة للوصول إلى أسواق آسيا الناشئة.
ويأتي هذا التحول في وقت تواجه فيه OpenAI تحديات تقنية كبيرة بسبب الإقبال الهائل على خدمتها الجديدة لإنشاء الصور بالذكاء الاصطناعي، حيث اعترف ألتمان بأن خوادم الشركة تعاني من ضغط هائل أدى إلى انخفاض الأداء وتأخر الاستجابة.
محاولات ألتمان لكسب ود الجمهور الهندي لم تقتصر على التغريدات، بل امتدت إلى نشر صورة له بزى منتخب الكريكيت الهندي تم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي، في خطوة بدت كإيماءة واضحة للاستمالة الثقافية.
في الوقت نفسه، لا يمكن إنكار التقدم التقني الذي حققته الهند في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت موطناً لواحدة من أكبر مجتمعات المطورين في العالم، وتستثمر بكثافة في البحث والتطوير التكنولوجي.
يبقى السؤال الأهم: هل يعكس تحول ألتمان تقديراً حقيقياً لقدرات الهند التقنية، أم أنه مجرد جزء من استراتيجية تسويقية تهدف لتعزيز وجود OpenAI في سوق تعد الأسرع نمواً في العالم؟ الإجابة قد تكون مزيجاً من الاثنين، لكنها بالتأكيد تعكس الأهمية المتزايدة للهند في الخريطة التكنولوجية العالمية.
إرسال تعليق